يعيش فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم، وضعا شاذا بسبب سوء نتائجه منذ الهزيمة أمام الترجي التونسي في دوري عصبة أبطال إفريقيا، وكذا في نصف نهائي كأس العرش أمام المغرب الفاسي، مما أدخل اللاعبين في دوامة اليأس وفقدان التركيز ودخولهم مرحلة الشك.. هذه الوضعية أدت بطبيعة الحال على جميع مكونات القلعة الحمراء وبالخصوص أنصار الفريق الذين قاموا بوقفة احتجاجية أمام مركب بنجلون، أول أمس الثلاثاء من خلال إيصال أصواتهم إلى المكتب المسير للنادي واحتواء الوضع القابل للإنفجار في أية لحظة. وقد ظهرت بوادر هذه الوضعية من خلال تمرد بعض اللاعبين على المدرب دوكاستل وعدم قبولهم بالجلوس في كرسي الإحتياط، مما عرضهم إلى إنزالهم للتدريب رفقة فريقي الشبان والأمل، ونخص بالذكر يوسف قديوي والحسين زيدون وفريج الطلحاوي... كما أن بعض العناصر الأخرى رفضت تجديد عقودها التي هي على وشك الإنتهاء بنهاية الموسم الجاري، وهذا من حقها أن تختار الوجهة التي ستجد فيها ضالتها، وأن المكتب المسير عليه مراجعة سياسته اتجاه هؤلاء اللاعبين الراغبين في الرحيل من خلال إقصائهم وتهميشهم كما هو الحال بالنسبة للكونغولي فابريس... وقد طالبت هذه الجماهير المحتجة برحيل المدرب السويسري ميشيل دوكاستيل. وعبر الكثير منهم لإحدى الإذاعات الخاصة عن سخطهم جراء النهج التكتيكي الذي يسير عليه المدرب السويسري في كل مباراة، إضافة إلى معاقبة بعض اللاعبين الذين يستهينون بقميص الفريق.. من حق هذه الجماهير أن تبدي غضبها اتجاه الفريق الذي صرفت في حقه الكثير من الأموال للبصم على موسم استثنائي بعدما كان المسؤولون يراهنون على اكتساح جميع الألقاب بما فيها دوري عصبة الأبطال، كأس العرش والبطولة الإحترافية، لكن الإحتجاجات يجب أن تكون بطريقة حضارية وبعيدة عن لغة العنف والتكسير، لأن ذلك لا يؤدي إلى حل إيجابي بالنسبة للفريق، بقدر ما سيؤدي إلى نتائج قد تنعكس سلبا على نفسية اللاعبين ولا تساعدهم على الخروج من الأزمة التي أعتقد أنها عابرة، وأن الفرق الكبرى لا بد أن تمر من مرحلة فراغ وسرعان ما تعود إلى توهجها. فرئيس الفريق عبد الإله أكرم، قام في بداية هذا الموسم بصفقات ناجحة كان يراهن من خلالها الفوز في المقام الأول بدوري عصبة أبطال إفريقيا، ولولا الإكراهات التي اعترضت الوداد في المباراة النهائية لكسب الرئيس الرهان، لتتوالى بعد ذلك النكسات الواحدة تلو الأخرى، وهذا بطبيعة الحال لأن اللاعبين كانت معنوياتهم تحت الصفر كان ما كان... والغريب في الأمر، أنه بمجرد انهزام الفريق أمام الترجي التونسي حتى لاحت بوادر التمرد والعصيان بين صفوف اللاعبين، وكأن مهمتهم انتهت بالفريق، وبالتالي كل واحد بدأ يبحث عن موطئ قدم بإحدى الأندية الخارجية، وأن اللعب في البطولة الوطنية أصبح مجرد ذكرى في مخيلته. يمكن القول أن الوداد قادرة على الخروج من هذه الأزمة لما تتوفر عليه من ترسانة من النجوم، وأن الحل في يدي هؤلاء اللاعبين الذين يجب أن ينزلوا من برجهم العاجي، والإمتثال لأوامر المدرب الذي من حقه الإعتماد على العناصر التي يراها مؤلهة لحمل قميص النادي لتحقيق طموحات جماهيره. تأسيسا على هذا كله، أن من حق هذه الجماهير الغاضبة أن تردد شعارات تطالب فيها المكتب المسير بتغييرات جذرية على مستوى اللاعبين والإدارة التقنية، ونعت مجموعة من لاعبي الوداد بالمتخاذلين والمستخفين بقميص القلعة الحمراء وبتاريخه، لكن ليس من حقها أن تقوم بتحطيم وتكسير زجاج سيارات بعض اللاعبين.. ولتهدئة الوضع فالمكتب المسير للوداد مطالب من جهته بتقييم الوضع الحالي الذي بات يعيشه الفريق واتخاذ القرارات اللازمة لإصلاح السلبيات التي ظهرت على الفريق والتصدي لاحتجاجات الجماهير، والجلوس مع المدرب السويسري ميشيل دوكاستيل لتدارس مشكل أزمة النتائج التي يمر منها النادي.