لا تعد مسابقة الفيلم الطويل للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التظاهرة السينمائية الأولى التي يشارك فيها الفيلم البلغاري «سنيكرز» لمخرجيه فاليري يوردانوف، وإيفان فلاديميروف، بل سبق لهما أن اختبرا فنيا وخاضا تجربة المنافسة في بعض المهرجانات، رغم أن الفيلم أنتج في العام الجاري، ورغم أنه أيضا الفيلم الأول لمخرجيه. وسبق ل»سنيكرز» أن شارك في مهرجان «كالوفيفاري»، الذي أقيم في الأسبوع الأول من شهر يوليوز الماضي. وشارك «سنيكرز» أيضا في الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان الفيلم بموسكو، حيث نال الفيلم إعجاب لجنة تحكيم المسابقة الرسمية. وتدور أحداث الفيلم، الذي يجسد فيه دورالبطولة مجموعة من الأسماء الفنية أمثال فيليب أفراموف، وفاليري يوردانوف، وإيفان بارنيف، وفاسيل دراكانوف، وإيفو أراكوف، وإينا نيكولوفا، في بداية فصل الصيف، حيث سيقرر ستة شبان ترك فشلهم الأسري وإحباطاتهم العاطفية والمالية وراءهم، وكذا عدم رضاهم عن النفس لعدم تمكنهم من تحقيق أحلامهم، والتحدث إلى الآخرين. وتحمل أحلام الشبان الستة وطموحاتهم تلك، إلى مدينة أخرى، إذ سيغادرونها بإيعاز من أولئك الذين يشعرون بأنهم مختلفين عنهم. كل واحد منهم يهرب من جحيم الشرق إلى وجهة هي الأبعد، شاطئ بكر يشبههم ويعيد لهم بعض الأمل ويحقق لهم السلام. وتطرح فكرة الفيلم، أسئلة عديدة، أهمها التساؤل عما إذا كان من السهل تحقيق حلم الهروب، وبهذا الشكل، وهل الهروب هو الحل الأمثل. ولا ينكر مخرجا العمل فاليري يوردانوف وإيفان فلاديميروف، القادمان من بلغاريا، أنه ثمرة تعاون وتكامل فكري بينهما، إذ أن الانسجام والتفاهم، كان لهما الدور الكبير في خروج «سنيكرز» إلى النور، وربما أن تقارب المخرجين في السن، ساهم في توطيد علاقتهما فنيا، إذ أن فالري من مواليد عام 1974 ، في بغاريا حاصل على دبلوم من الأكاديمية الوطنية للمسرح والفنون، بمدينة «صوفيا»، ليتابع دراسته بعد ذلك في فن الدراما في المسرح الوطني في بلغاريا. وإلى جانب الإخراج يجسد بلفاري، أحد الأدوار الرئيسية في فيلم «سنيكرز»، أما إيفان فلاديميروف، فمن مواليد 1976 في «بيرنيك» ببلغاريا، درس في البدايات في المدرسة الوطنية العليا للغات، ليتوجه بعد ذلك لدراسة المسرح في الأكاديمية نفسها التي درس فيها بلفاري، حيث تعلم فن الإخراج، ليقدم مجموعة من الأفلام الطويلة، كما أن في جعبته فيلم قصير . بعنوان «والتز وتانكوس»، من إنتاج 2007، ويعد هذا الفيلم من بين الانتاجات الأوفر حظا ضمن 15 فيلما تتنافس للفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان مراكش الدولي (النجمة الذهبية)، والجائزة الخاصة للجنة التحكيم، وجائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة.