أسدل الستار، نهاية الأسبوع الماضي، عن فعاليات مهرجان الشباب العالمي الذي احتضنته مدينة سوتشي الروسية الواقعة على ساحل البحر الأسود والذي شهد مشاركة قرابة عشرين ألف شابة وشاب يمثلون أكثر من 100 دولة، ضمنها المغرب. وتميز حفل اختتام أكبر محفل شبابي في العالم، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ألقى كلمة بالمناسبة دعا خلالها إلى إحلال السلام والاستقرار في العالم، مؤكدا على أن الهدف من المهرجان هو خلق الظروف الملائمة للحرية والإبداع والصداقة للجميع. وقال فلاديمير بوتين مخاطبا شباب العالم " مساء الخير أيها الأصدقاء الأعزاء. أنا متأكد من أنكم في مزاج جيد اليوم. ولكن من المحتمل أن يكون هناك أيضا قدر من الحزن، لأنه سيتعين عليكم الابتعاد عن أصدقائكم الجدد". وشدد الرئيس الروسي على العدالة والمساواة في العالم، وقال في هذا الصدد "لقد ولدنا متساوين، ولكن السؤال هو، هل نحن ننمو ونتطور في ظروف متساوية؟" والجواب بحسبه "للأسف لا. لا توجد ظروف متساوية في العالم للجميع، وهذا هو الظلم الرئيسي للنظام العالمي الحالي" مؤكدا على أن الجميع متساوون، ولا مكان في العالم لأي نوع من التفرد، ولا مكان في العالم لأي غطرسة وتفرقة، داعيا إلى السعي بكل الجهد من أجل تحقيق ذلك. وأضاف "وحقيقة أننا نسعى جاهدين لتحقيق ذلك، ما سيجعل العالم أكثر شفافية وأكثر عدلا وأكثر ديمقراطية وأكثر استدامة وأكثر توازنا وأكثر أمنا". وعلى هامش الحفل الختامي للمهرجان، والذي تميز بفقرات فنية متنوعة، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفدا من الشباب المشاركين بهذا المحفل الشبابي، وقد جرى اختيار الرفاق ليلى ذاكري والمهدي ديوان عضوا المكتب الوطني لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، وكذا الرفيق محمد حجيوي رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب من قبل المنظمين للحضور لهذا الاستقبال، الذي شاركت فيه تمثيلية الشباب من مختلف دول العالم المشاركين في المهرجان. وخلال هذا الاستقبال، أشاد الرئيس بوتين بكافة الوفود المشاركة، مؤكدا على قيم التطوع التي تعد واحدة من الشعارات التي يرفعها الشعب الروسي منذ القدم، والتي تحث على البدل والعطاء وتنمية روح الولاء والانتماء للوطن، مشددا على أن روسيا الآن تعتبر صديقة لكل المشاركين في المهرجان وأن أبوابها تبقى دائما مفتوحة أمامهم. وكان الوفد الشبابي المغربي الذي ضم حوالي أربعين شابا وشابة، ضمنهم وفد عن الشبيبة الاشتراكية في شخص عضوي مكتبها الوطني الرفيقين ليلى ذاكري والمهدي ديوان، وممثلين عن منظمة الطلائع أطفال المغرب في شخص رئيسها محمد حجيوي وعضو مكتبها التنفيذي الرفيق بلال بلفقيه، بالإضافة إلى ثمانية أطفال يافعين من سن 14 إلى 17 عاما، شاركوا باسم منظمة الطلائع أطفال المغرب، إلى جانب 500 مشارك من كل أنحاء العالم و500 آخرين من دول روسيا الاتحادية، وفق برنامج خاص بهذه الفئة التي كانت تقيم في فضاء خاص غير بعيد عن الفضاء الذي كان يحتضن الشباب الأكثر من 18 سنة. يشار إلى أن المهرجان العالمي للشاب في نسخته العشرين الذي احتضنه إقليم سيريوس الفيدرالي خلال الفترة من 1 مارس إلى 7 مارس 2024 ، تميز بإقامة العديد من الفعاليات الشبابية والورشات التعليمية في مجالات العلوم والتكنولوجية والتعاون الدولي والثقافة والعمل التطوعي والخيري والرياضة والأعمال والإعلام، والمسرح والغناء، بالإضافة إلى معارض يومية تعكس ثقافات الدول المشاركة في المهرجان. وشكل المهرجان فرصة لممثلي الشبيبة الاشتراكية ومنظمة الطلائع أطفال المغرب للقاء تنظيمات شبابية تشتغل في مجالات التطوع، والعمل الشبابي والتربوي، سواء من أمريكا اللاتينية أومن أوروبا وإفريقيا وبعد الدول العربية والتباحث معها حول إمكانية خلق آليات للتعاون والتنسيق المشترك في مجالات الاهتمام والاشتغال المشترك. وشكل المهرجان فرصة للشباب للتعارف وخلق صداقات مع كل أنحاء العالم، بما أنه يجمع كل الشباب ويتيح لهم فرصة التعرف على ثقافات الدول في المجالات الاقتصادية العلمية، والسياسية، والثقافية، على اعتبار أن الهدف من المهرجان هو حث الشباب على التفكير في كيفية جعل المستقبل أكثر عدالة، وجعل العالم متعدد الأقطاب ومتعدد المراكز. وعلى أرضية ملعب البولشوي الذي احتضن افتتاح واختتام المهرجان، أقيم معرض للفنون الشبابية والفنون والحرف الشعبية، وفي قسم "مذاق روسيا"، تذوق المشاركون مأكولات القوميات المتعددة في روسيا. وتمكن ضيوف المهرجان من المشاركة في مناقشات وجلسات حوارية وتدريبية، ومشاهدة العروض التي تقدمها المجموعات الإبداعية، بالإضافة الأمسيات تميزت بتنظيم حفلات موسيقية وبرامج حوارية مع رجالات في السياسة والعلوم ومع فنانين مشهورين وغيرهم من الذين أطروا حلقات نقاش وجلسات حوارية.