يؤدي الممثل الأميركي روبرت دونيرو قريباً دور برنارد مادوف صاحب أكبر عملية احتيال مالي في التاريخ الذي حكم عليه بالسجن لفترة 150 سنة، وذلك في فيلم سينتجه وينفذه دونيرو البالغ من العمر 68 عاماً والحائز جائزتي أوسكار. وسيستند الفيلم الى كتابين أميركيين لمادوف من بينهما «حقيقة وعواقب: الحياة داخل أسرة مادوف» الذي يتضمن شهادات مهمة لزوجة الرجل وابنه، وقد تمّ تكليف جون بورنهام شفارتس لكتابة السيناريو. ومادوف هزّ العالم بأسره عندما دين عام 2009 ب11 تهمة تتعلق بالاحتيال المالي في مبالغ وصلت الى رقم ما بين 65 مليار دولار و70 مليار، وبهذا أصبح صاحب الرقم القياسي في أكبر عملية احتيال في التاريخ. وعلى مدى عشرين عاماً تقريباً لم يستثمر برنارد مادوف الذي كان يعتبر أحد الأسماء البارزة في وول ستريت أياً من الأموال التي أودعها عنده الزبائن بل كان يستخدم أموال زبائن جدد لتسديد المستحقات الى الزبائن القدامى. إلاّ أنه وصل الى طريق مسدود عام 2008 عندما طالب عدد كبير من المستثمرين الذين خافوا من الأزمة الاقتصادية، استعادة أموالهم. ويمضي عقوبة بالسجن تصل الى 150 سنة في سجن باتنر في كارولينا الشمالية في جنوب شرق الولاياتالمتحدة الأميركية. هذا الحدث كان يجب أن تكون قد استغلته هوليوود قبل الآن لتحويله فيلماً سينمائياً غير أن بعض المهتمين كانوا بانتظار صدور الكتابين اللذين تناولا هذه القضية بكل تفاصيلها والتي وفّرها ابنه أندرو مادوف وزوجته روث. وقد اشترت شركة «هوم بوكس أوفيس» التابعة لاستوديوهات» «تايم وارنر» كتاب المؤلفة لوري سانديل «حقيقة وعواقب: الحياة داخل أسرة مادوف» بغرض اقتباسه للسينما، بعد أن نال هذا الكتاب رواجاً، وساهم في ترويجه كل من زوجة برنارد وابنه، خصوصاً بعد ظهورهما في لقاء تلفزيوني مطوّل في برنامج «60 دقيقة» الأميركي الشهير. ويذكر أن أسرة مادوف تبرأت من الرجل بعد أن قام ابنه البكر مارك مادوف بالانتحار في 2008 عقب اكتشافه للفضيحة. ويذكر أيضاً أن برنارد مادوف وزوجته حاولا أيضاً الانتحار بعد اكتشاف فضيحة الاحتيال. وسيشكّل كتاب لوري سانديل المرجع الرئيسي للفيلم الذي يتحضّر له روبرت دونيرو بحماسة وشغف. وقد اعتبر على لسان أحد المقربين منه أن سنّه الحالية قريبة من سن مادوف وإن كان دونيرو يصغره بسنوات قليلة وهو يملك بعض الملامح في وجهه القريبة الى حد ما من وجه الرجل، وقد توقع بعض النقّاد أن يستعيد دونيرو شيئاً من شخصيته السينمائية الرائعة التي لعبها في فيلم «العراب2» التي نال عنها جائزة أوسكار عن أفضل أداء.