عزز المنتخب الوطني الأولمبي رصيده بفوز هام على خصمه منتخب الجزائر، وانفرد بالرتبة الأولى في مجموعته، وربح بذلك مساحة كبيرة في اتجاه التتويج والتأهل الى أولمبياد لندن 2012. ويبقى الأهم يتمثل في الفوز ونقطه الثلاثة، لأن اللقاء مع منتخب الجزائر ديربي قوي عانت فيه عناصر فريقنا الكثير، وظهرت دون المستوى الذي أفرزته في اللقاء الأول أمام منتخب نيجيريا. انطلق المنتخب الوطني مندفعا في اللقاء، يبحث عن أهداف، وأتيحت له أول فرصة في الدقيقة الثالثة في عملية ختمها زكرياء بركديش بتمريرة جيدة قدمها لزميله عزيز برادة، وتعذر على هذا الأخير ترجمتها الى هدف. وحركت هذه العملية الخصم الجزائري وأخرجته يبحث عن فرص الرد بواسطة صف هجومه الذي يقوده اللاعب «شلالي». ولم تشهد المباراة فرصا كثيرة بسبب تألق المدافعين، وكان المنتخب الوطني المغربي أكثر استعدادا وأكبر مرشح للفوز لما يتوفر عليه من طاقات وقيم بفضل العدد الكبير من المحترفين، وكذا المحليين المميزين، لكن ضعف الانسجام وتواضع فعالية المردود الجماعي، بسبب تباعد صفوفه (الدفاع- الوسط والهجوم) وظهور اختلالات تعثر البناءات الهجومية وراءها اعتماد بعض اللاعبين على المبادرات الفردية من أبرزهم «عزيز برادة». هذا اللاعب المحترف يتوفر على أدوات تقنية فردية رفيعة، لكنه يفضل الاحتفاظ بالكرة واستعراض امكاناته أكثر من خدمة العمل الجماعي، ومثل هذه السلوكات بعثرت الجهد في عدة مناسبات، وأضاعت كرات كثيرة من تمريرات خاطئة. وفي المقابل ظهرت مجموعة منتخب الجزائر منضبطة ومنصهرة في أسلوب جماعي، ولم تفرز في مردودها لاعبا (نجما) يتطاول على تنفيذ كل العمليات من الكرات الثابتة في الزوايا والأخطاء. بعد جهد كبير تمكن اللاعب تيغدوين عدنان (لاعب فريق نيتس أرنيم الهولندي) من توقيع هدف الفوز في الدقيقة 59 من مبادرة اعتمد فيها قدفة قوية من خارج المستطيل. هدف حمس لاعبي المنتخب المغربي وحرك إيقاع المباراة ودفع بهجوم ووسط تشكيلة الفريق الجزائري لتلقي بثقلها على مرمى ياسين الخروبي، وفي المقابل تعذبت المجموعة المغربية في الحفاظ على التفوق والخروج بالفوز. أعتقد أن المباراة خلفت إشارات كثيرة وعميقة رصدها المدربان بيم فيربيك وحميد الوركة ومعهما مدرب المنتخب الأول إيريك غيريتس من المدرجات، فلا أحد ينكر أن المنتخب الوطني الأولمبي استفاد من فترة تكوينية امتدت على مساحة تناهز سنة ونصف، مساحة اتسعت فيها قاعدة الفريق وتعززت بمجموعة من المواهب والطاقات الاحترافية والمحلية، وساهمت النتائج الإيجابية على انجاح العمل في هدوء، ويبقى الهدف يرمي الى تحضير فريق قوي يجتاز الاقصائيات بسلام، ويسجل حضورا مميزا في الدورة الأولمبية القادمة. واليوم بعد الفوز الثاني في المسار الاقصائي وتجاوز منتخب الجزائر، ينتظر الفوز على منتخب السينغال وتقوية الحظوظ في التأهل. ويتوفر المنتخب الوطني الأولمبي على مقومات ومؤهلات فريق جيد لما يضم من لاعبين مميزين في (الهواية) وفي الاحتراف. وهذه الطاقات في حاجة الى انسجام أكثر، وانضباط يساهم في تقديم مردود أفضل، والفرصة مواتية أمام المنتخب الوطني الأولمبي لتحقيق ما عجز عن إنجازه في مساره في الاقصائيات، وفي المشاركة في الدورات الأولمبية الستة التي حضرها وخرج منها بحصاد هزيل. والتألق في الألعاب الأولمبية يفرض الاهتمام بالتكوين والتحضير في مختلف مراحل الفئات العمرية وفي جميع الرياضات. واليوم بعد تجاوز منتخبي نيجيريا والجزائر يواجه المنتخب الوطني الأولمبي منتخب السينغال في آخر محطة قبل نصف النهاية، والفرصة مواتية للتأهل للمربع وتقوية حظوظه في كسب مقعد في الأولمبياد القادم والأمل أن يظهر بمستوى أرفع.