احتفاء بالموروث الثقافي الشعبي ودعما لقيمه المبنية على التضامن، تنطلق بمدينة الدارالبيضاء الدورة الأولى من فعاليات مهرجان عاشوراء الذي تنظمه جمعية إبداع للثقافة وذلك من 18 إلى 25 دجنبر 2011. وسيتميز حفل انطلاق هذه التظاهرة بتنظيم قافلة «بابا عاشور» التي ستجوب أهم شوارع عمالة مقاطعة عين الشق ولسيما العتيقة يتقدمها شخص يجسد شخصية «بابا عاشور» وهو يردد رفقة أطفال ونساء ورجال، أهازيج تحيل على الموروث الثقافي. ويتمثل الهدف من هذه التظاهرة في إعادة الاعتبار للتراث المغربي بعاداته وتقاليده المتنوعة التي تتميز بها كل منطقة من مناطق المملكة والعمل على تحبيبه وإيصاله للأجيال الصاعدة التي لديها نقص من حيث المعلومات الخاصة بهذا التراث والمساهمة في امتلاكهم لمرجعية تغنيهم عن المرجعية الغربية. كما يكمن الهدف من هذه التظاهرات في المساهمة في الحفاظ على الاحتفال ب «عاشوراء» كموروث ثقافي وتسويقه والترويج لقيمه المبنية على التضامن. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم ورشات تحسيسية، ألعاب الكرمس، توزيع هدايا «باب عايشور» وأنشطة تربوية، تنظيم كرنفال وعروض فنية متنوعة داخل فضاء المهرجان. ويدخل هذا النشاط في سياق اهتمامات الجمعية بمكونات ثقافتنا المادية واللامادية، كما تسعى إلى الحفاظ على الموروث الشعبي المغربي وبعثه في حلة تتماشى وروح العصر، لما لهذه التظاهرات من انعكاسات إيجابية على هويتنا الثقافية التي أصبحت تواجه إكراهات العولمة. كما يعتبر مهرجان عاشوراء كذلك مناسبة تبعث تقليد بابا عاشور الذي تزخر به الأغاني والأهازيج الشعبية، لكي تحبب لأطفالنا تراثهم بعاداته وتقاليده، وتسليحهم بمرجعية ثقافية وطنية تغنيهم عن المرجعيات الدخيلة. و ستنظم في هذا الإطار عروض فنية من الموروث التراثي الشعبي لبعض المجموعات التراثية الشعبية «أحواش -كناوا -عيساوة/الدقة المراكشية- الغياطة...» ومختلف الأهازيج الشعبية التي ترمز إلى المناسبة. كما يتوزع البرنامج العام للدورة الخامسة على الكثير من المبادرات والأنشطة ذات الطابع الاحتفالي على خلفية اجتماعية، كما سيتم خلال هذا الحفل الختامي تنظيم مسابقة للأطفال لأحسن لباس تقليدي والأكثر إجابة على الأسئلة الثقافية المتعلقة بمناسبة عاشوراء في المغرب، بالإضافة إلى الإعلان عن الفائزات في مسابقة أحسن رسم عن عادات وتقاليد المغاربة في عاشوراء.