مزقت جامعة كرة القدم الصمت ببلاغ ضمنته قرارها اتجاه مدرب المنتخب الوطني وليد الركراكي. وأعلن المكتب الجامعي تثبيت الرجل في مهمته. وجاء البلاغ بعد سبعة أيام عن إقصاء المنتخب الوطني وخروجه من "الكان" بهزيمة قاسية أمام خصمه منتخب جنوب إفريقيا. سبعة أيام شهدت قراءات و تعبيرات وردود متنوعة ومختلفة حول الخسارة، منها من يرغب في استمرار وليد الركراكي ومنها من اعتبر عزله حلا. وبين البلاغ أن القرار نتيجة اجتماعات تقييمية لمشاركة المنتخب الوطني في "الكان" بكوت ديفوار وأن رئيس الجامعة فوزي لقجع أكد على ضرورة الاستمرار في العمل وبذل قصارى الجهود لإعطاء المنتخب و كرة القدم المكانة التي تستحقها من أجل إسعاد الجماهير المغربية في المنافسات القادمة … وهكذا تزيد جامعة كرة القدم في عمر وليد الركراكي مدربا للمنتخب الوطني و يختار المكتب الجامعي تجديد الثقة في الإطار الوطني والأمل أن لا يتم تجديد وتكرار الخيبات والسلبيات في منافسات كأس أمم إفريقيا المسابقة التي تعذر على كرتنا الفوز بلقب ثاني خلال 48 سنة منذ إحراز الأول و الوحيد في دورة إثيوبيا 1976. لا أحد ينكر ما حققه وليد الركراكي في المونديال الأخير بقطر حيث قاد المنتخب الوطني إلى بلوغ المربع الذهبي وإنهاء الرحلة العالمية في الرتبة الرابعة وذلك بعد 81 يوم عن تعيينه في المهمة. جاءت الحصيلة إيجابية: 7 مباريات حقق فيها 4 انتصارات وتعادل واحد وهزيمتين وسجل 7 أهداف واستقبل 5 أهداف. النتيجة رفيعة و غير مسبوقة في المشاركات الخمسة السابقة وأرخى التألق بظلاله وحرك التنمية في عدة مجالات في الوطن، لكن وللأسف وبعد 393 يوم عن المونديال خفت بريق تركيبة المنتخب الوطني قاريا وتعذر على وليد الركراكي تزكية وتأكيد التفوق في "الكان" بسبب أخطاء في الاختيارات وفي التدبير وخرج المنتخب الوطني -المرشح للفوز بالكأس- مرغما في دور الثمن مما غير طبيعة التفاعل حيث لم تستسغ الجماهير الخسارة وأفرزت ردودا متنوعة وحركت شلال أسئلة القلق وأعادت كرة القدم الوطنية إلى المنعطف من جديد لقراءة الوضع ووضع الحصيلة في الميزان وإيجاد الحلول لتصحيح الأعطاب خاصة وأن المنتخب الوطني مرتبط بالتزامات ترمي إلى مشاركة جيدة في "الكان" القادم الذي سيقام في بلادنا صيف السنة القادمة 2025 مع مواصلة التنافس من أجل التأهل إلى المونديال القادم 2026. وليد الركراكي مدربا للمنتخب الوطني منذ 31 غشت 2022 وبعد 81 يوما قاد المنتخب بنجاح في المونديال، و للأسف تغير مردود الفريق بعد 393 يوم في "الكان" ووقع على حضور متواضع. قراءة في مسار المدرب وليد خلال فترة مسؤوليته 525 يوما نجده قاد المنتخب الوطني في 24 مباراة: 14 فوز و6 تعادلات و4 هزائم، سجل 29 هدفا واستقبل 13 هدفا. وضمن هذا العدد 10 مباريات وديات: بها 6 انتصارات و4 تعادلات، و14 مباراة رسمية: بها 8 انتصارات وتعادلين و4 هزائم. وإحصائيات الحصيلة بأرقامها مقبولة ويبقى عدد لاعبي الدوري الاحترافي الوطني ضعيفا لأن وليد فضل الاعتماد على لاعبين يمارسون في دوريات احترافية في المهجر …. الجامعة تعلن الركراكي مدربا للمنتخب الوطني من جديد ولم يشر البلاغ إلى رفاقه في طاقم التأطير فهل يشهد تغييرا؟ المنتخب الوطني كان في الموعد في المونديال وللأسف تخلف في "الكان" الموالي وأمامه مع وليد فرصة هامة في صيف السنة القادمة في بلادنا يمكن أن تتكلل بالنجاح إذا تواضع الرجل ومن معه و وقفوا على أسباب الخسارة مكامن الخلل واستوعبوا درس كوت ديفوار تفاديا لتكرار ما جرى.!!