أبدى المهدي كارسيلا، حزنه الشديد عقب سماعه بقرار إبعاده عن التصفيات الأفريقية المؤهلة للألعاب الأولمبية لندن 2012 بعد أن قضت لوائح الإتحاد الدولي لكرة القدم بعدم السماح له للمشاركة مع المنتخب المغربي الأولمبي في التصفيات المذكورة. وقال لاعب أنجي الروسي، في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الجمعة الماضي بمدينة مراكش، بأنه كان متحمسا للعب مع الأولمبي المغربي في هذه التصفيات، إلا أنه فوجيء بقرار صادر من الإتحاد الدولي لكرة القادم لا يسمح لي باللعب بحكم أنه سبق له أن لعب ذات التصفيات مع المنتخب الأولمبي البلجيكي، وبأنه يشعر بالإحباط خصوصا بعد أن خاض إلى جانب زملائه تحضيرات جادة إستعدادا لمباراة النيجيري.. وارتباطا بالموضوع، بدا على المدرب الهولندي بيم فيربيك خلال ذات الندوة غضب شديد على إبعاد كارسيلا من قائمة المنتخب الأولمبي، حيث كان طيلة التحضيرات يركز على ذات اللاعب في خططه التي ينوي إنتهاجها في المباريات التصفوية. وتاسيسا على ذلك، هل يعقل أن ترتكب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مثل هذا الخطأ الذي شكل ضربة قوية للمنتخب الأولمبي وكذا للمدرب بيم فيربيك الذي كان يعول كثيرا على هذا اللاعب الموهوب الذي يعد واحدا من أبرز المواهب التي تمارس خارج المغرب. فالجامعة كان عليها أن تتحرى جيدا في وضعية اللاعب كارسيلا قبل أن تتخذ قرار المناداة عليه للمشاركة في هذه البطولة، وإن كان الأخير يتحمل هو الآخر جزءا من المسؤولية باعتباره أن لم يخبر الجامعة بكونه سبق أن حمل قميص المنتخب الأولمبي البلجيكي في المسابقات الأوروبية. فالمدرب فيربيك أصيب بإحباط كبير بعد توصل الجامعة بخبر إبعاد مشاركة كارسيلا، وبالتالي كان من الصعب أن يتم تعويضه بلاعب آخر، لأن قانون البطولة يتيح لك فرصة إضافة لاعب آخر إلى التشكيلة الرسمية في حالة إصابة لاعب من الفريق، وبالتالي فالخاسر الأكبر في هذه العملية هو المنتخب الأولمبي الذي فرضت عليه هذه التصفيات الإعتماد على 17 لاعبا فقط من بينهم ثلاثة حراس. بالرغم من التبريرات التي قدمها سواء فيربيك أم الجامعة، في ما يتعلق بكون خبر الإبعاد جاء متأخرا وغريبا نوعا ما، فإن المسؤولية كلها في هذا الملف تتحملها جامعة الفهري التي يبدو أنها لم تنزع عنها ثوب الهواية وأنها مازالت تتعامل مع قضايا من هذا الحجم باستخفاف كبير. فالجامعة كان عليها أن تستشير الإتحاد الدولي في هذا الأمر قبل اتخاذ قرار استدعاء اللاعب كارسيلا لتمثيل الفريق الوطني الاولمبي في هذه المباريات التصفوية، بدل ترك مكان شاغر داخل التركيبة البشرية للمنتخب، خصوصا أن الناخب الوطني كان عليه أن يستنجد بواحد من اللاعبين الثلاثة الذين مازالوا في قاعة الإنتظار. نؤكد مرة أخرى أن الجامعة لم تتعامل مع الموضوع بجدية، وأنه كان على المسؤولين البحث في الموضوع قبل التسرع واتخاذ قرار ضيع على المدرب فيربيك شهورا من الإستعدادا رغم أن البداية الموفقة للعناصر الوطنية. فاللاعب كارسيلا كان يمني النفس بخوض هذه البطولة والتي من شأنها أن تعيده إلى واجهة التألق بعد غياب دام شهور، سواء من خلال الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لأسابيع أو لغيابه المتكرر داخل البطولة الروسية التي تنتظر أن تدخل في هدنة طويلة بسبب موجة الثلوج التي تجتاح البلاد خلال فصل الشتاء. وقد كان لقرار الإبعاد وقعا سيئا في نفسية كارسيلا الذي كان متحمسا لمشاركة زملائه في البطولة الإفريقية المؤدية إلى أولمبياد لندن، خاصة أن اللاعب لم يستأنس كثيرا مع الأجواء السائدة داخل المنتخبات الوطنية، وبالتالي كان على استعداد لمؤازرة أصدقائه والمساهمة في حجز بطاقة التأهيل إلى الشعب المغربي، وحذو منتخب الكبار الذي سيشارك في المونديال الإفريقي. خلاصة القول، كان على الجامعة أن لاتسقط في مثل هذا الخطأ الذي يمكن أن يصدر إلا من أناس يدعون أنهم يفهمون في كل شيء، خصوصا بعد دخول تجربة جديدة في تاريخ كرة القدم الوطنية، لكن يبدو أن العهد الجديد يحتاج إلى أشخاص لهم من الكفاءة ما يجعلهم في منأى عن مثل هذه الإنزلاقات، بدل أن يلهثوا وراء السفريات رفقة الفريق الوطني.