من المؤكد أن تحقيق المنتخب الأولمبي المغربي للانتصار على منتخب قوي كالأولمبي النيجري يبقى أمرا رائعا ويدفع باللاعبين لبذل جهود مضاعفة من أجل تحقيق الأهم. فالفوز أمام نيجريا كان مهما في مستهل المشوار، لكن الأهم يبقى بلوغ «أشبال الأطلس» لأولمبياد لندن 2012، وهو الهدف الذي تتقاسمه العناصر الوطنية مع المنتخبات السبعة المتنافسة على البطاقات الثلاثة المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية بشكل مباشر، وبالتالي فإن بداية المنتخب الأولمبي تبقى موفقة جدا وجاءت بأفضل سيناريو ممكن نظرا لقيمة الفريق الخصم، ولا داعي للاهتمام بحجم النتيجة. النتيجة أمام المنتخب النيجيري قد تشفع لبعض عناصر المنتخب الأولمبي التي لم تقدم مستوى وبدت تائهة ويطبع طريقة لعبها الطيش والتهور، وهو الأمر الذي جعل الأشبال يكتفون بهدف يتيم أمام منتخب كان في أسوأ حالاته. لكن الأداء سيتطور خاصة عندما يواجه أشبال فيربيك المنتخب الجزائري، هذا الأخير قدم مستوى طيبا أمام السنغال ويبحث عن الاستمرار، فالعناصر المغربية أمام المنتخب الجزائري أمام فرصة للتأكيد الذات وإرسال إنذارات للمنتخبات الزائرة، كما أنها ستكون فرصة جديدة لتكريس تفوق الكرة المغربية على نظيرتها الجزائرية، في الطريق نحو تحقيق حلم بلوغ الأولمبياد .!! الفوز قدم دفعة معنوية للاعبين الذين عبروا أنهم يرغبون في إحراز اللقب وأن يكونوا أول المتأهلين عن القارة السمراء إلى أولمبياد لندن، فالدافع موجود لدى العناصر الأولمبية من أجل التألق رفقة المنتخب، والدفاع عن سمعة الكرة المغربية خاصة وأن البطولة تنظم على أرض الوطن وأمام الجمهور المغربي الذي أخلف الموعد يوم السبت، ولم تحضر لمساندة الأشبال إلا نسبة قليلة لمتابعة اللقاء لأسباب خاصة. ولعل تألق العناصر الوطنية سيمنحها آفاق أوسع للاحتراف أو للانضمام لأندية أشهر، في ظل جذب البطولة لمجموعة من سماسرة الكرة ووكلاء اللاعبين للبحث والتنقيب عن مواهب جديدة ستؤثث في المستقبل القريب سماء البطولة الأوروبية بفرنسا وإسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وهولندا. الخبر غير السار للكتيبة الأولمبية والمغاربة وبالطبع المدرب بيم فيربيك، كان حرمان المنتخب من خدمات الجناح الطائر المهدي كارسيلا الذي لم يشارك في مباراة السبت وسيتابع باقي المقابلات من المدرجات، وذلك لأن قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم تمنع اللاعب من خوض غمار التصفيات الأولمبية مع منتخبين مختلفين. ورغم محاولات المسؤولين الجامعيين إنقاذ الموقف إلا أن محاولاتهم بإيجاد «تخريجة» لأول حالة من هذا القبيل باءت بالفشل.. فكارسيلا قبل فقرابة العام لعب لمصلحة المنتخب البلجيكي في التصفيات المؤهلة إلى الأولمبياد، وبالتالي فإن يمنع من اللعب للمنتخب المغربي، لكن المدرب الهولندي بدا غير مقتنع بقرار (الفيفا) واعتبر أن هناك اختلافا بين التصفيات الأوروبية ونظيرتها الإفريقية. ولعل فيربيك على حق.. فهو الذي كان يعول على إقحام كارسيلا أساسيا نظرا للخبرة التي جمعها مع المنتخب الأول على قلة مشاركاته بسبب عودته من إصابة أبعدته عن العشب الأخضر لشهور، كارسيلا الذي كان الكل يرون فيها إضافة للأشبال لمؤهلاته الفنية وصغر سنة، عبر عن خيبة أمله خاصة وأنه كان يمني النفس في اللعب من أجل استعادة مستواه الرائع الذي بصم عليه بالدوري البلجيكي قبل انتقاله إلى الأراضي الروسية، والمصيبة أن المدرب الهولندي سيكمل البطولة ب 17 لاعبا إلى جانب 3 حراس، وذلك لأن القوانين لا تسمحه بتعويض كارسيلا بلاعب آخر إلا في حالة الإصابة. «أشبال الأطلس» نجحوا في تخطي أول مرحلة والطريق أمامهم طويلة، منتخبا الجزائر والسنغال الخصمان القادمان لزملاء إدريس فتوحي، وتحقيق الفوز في المباراتين سيكون تحديا جديدا لزملاء فتوحي الذين خاضوا مشوارا طويلا في التصفيات انطلاقا من الدور الأول ومرورا بالدور الثاني.. اجتازوا خلالها عقبات وعقبات ولن يكون التعثر في المرحلة الأخيرة مستساغا على أية حال !!؟ هو أمر مستبعد جدا حصوله بسبب الانسجام الذي بات سمة مميزة لأداء الفريق، لكن الحذر في شتى الحالات واجب ولا يضر بأي شيء .!!