زيارة الأمير حمد بن خليفة آل ثاني للمغرب تضخ دماء جديدة في شرايين العلاقات بين الرباط والدوحة ترأس جلالة الملك محمد السادس وسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، أول أمس الخميس بالرباط، مراسم التوقيع على أربع اتفاقيات للتعاون الثنائي. تتعلق الاتفاقية الأولى بعقد شراكة لإنشاء هيئة مشتركة قطرية مغربية للاستثمار. وتخص الاتفاقية الثانية مذكرة تفاهم للتعاون السياحي بين حكومة المملكة المغربية وحكومة دولة قطر. أما الاتفاقية الثالثة فتهم مذكرة تفاهم للتعاون في المجال المعدني بين حكومة المملكة المغربية من خلال المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن وحكومة دولة قطر من خلال شركة قطر للتعدين. وتخص الاتفاقية الرابعة بروتوكولا إضافيا لاتفاقية تنظيم استخدام العمال المغاربة بدولة قطر الموقعة سنة 1987 بين حكومة المملكة المغربية وحكومة دولة قطر. كما ترأس جلالة الملك محمد السادس بمعية سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ مصطفى جاسم الشمالي وزير المالية ممثل دولة الكويت، في اليوم ذاته، مراسم التوقيع على عقد شراكة لإنشاء الهيئة المغربية للاستثمار السياحي «وصال كابتال» بمساهمة كل من «شركة قطر القابضة»، و»شركة آبار للاستثمار» بأبو ظبي، و»صندوق الأجيال الاستثماري القابضة» الكويتي. ووفق التصريحات والتعاليق التي أعقبت التوقيع، الذي أحدثت بموجبه الهيئة المغربية للاستثمار السياحي، يشكل الغلاف المالي الضخم المخصص لإنشاء هذه الهيئة (20.8 مليار درهم) دليلا قويا على انخراط دول الخليج العربي في دينامية الإصلاح التي تعرفها المملكة، ويعكس مدى الأهمية التي توليها دول الخليج للمغرب لمواكبة مسلسله الإصلاحي على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولتعبيد الطريق أمام تدعيم شراكته المتجددة والمتقدمة مع دول مجلس التعاون الخليجي الذي سيعقد قمته الثانية والثلاثين في دجنبر المقبل، والتي سوف تمهد لمفاوضات جادة مع المغرب للتوصل إلى شراكة متميزة ومتقدمة مع دول الخليج. شراكة بقدر ما ستعزز انخراط المجلس في الدينامية الاستثمارية التي تعرفها المملكة، ستعكس في الواقع عامل الثقة التي وضعها الأشقاء العرب على الدوام في المغرب كدولة وظفت ديبلوماسيتها لنصرة قضايا دول الخليج العادلة ولمساندتها في أحلك الظروف وللدفع دوما في اتجاه تنقية الأجواء وتخليص سماء علاقات الأشقاء العرب من الماء إلى الماء من كل سحب الخلاف العابرة. وها نحن نشهد اليوم انفراجا في العلاقات المغربية القطرية، زكته زيارة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للرباط عشية الانتخابات التشريعية وفي ظل ربيع عربي يغير الكثير من الثوابت في الأنظمة وفي السياسات وفي العلاقات العربية العربية. زيارة أخوية للأمير القطري لا ترمي فقط ضخ دماء جديدة في شرايين الديبلوماسية بين الرباط والدوحة والتي اتسمت بنوع من البرود في السنوات الأخيرة، بل تحمل أيضا، حسب العديد من وكالات الأنباء، مقترح وساطة بين المغرب والجزائر لتذويب الخلافات بين البلدين الجارين والشقيقين. وبالفعل، فخلال زيارته التي انتهت مساء أول أمس، أجرى أمير قطر محادثات مع جلالة الملك محمد السادس تناولت، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية والوضع في العالم العربي وفي المغرب الكبير، مسألة النزاع المفتعل في الصحراء المغربية والذي حان وقت إخماده بشكل نهائي والتوجه نحو مواكبة حراك معولم لا يمكن الصمود أمامه إلا باتحاد مغاربي جديد وقوي.