احتضنت مدينة طنجة المؤتمر المتوسطي الثاني للسواحل والبحار بمشاركة ثلة من الباحثين والهيئات المتخصصة في الحياة البحرية بعدد من بلدان المتوسط. ويروم هذا المؤتمر، الذي نظمته الشركة المغربية لعلوم البحار والموانئ بتعاون مع القطب البحري لجهة بروفانس - ألب - كوت دازور والمركز الفرنسي للساحل إلى غاية أمس الخميس، تحيين معارف المشاركين في مجال الهندسة الساحلية والبحرية بالمتوسط. وشكل المؤتمر مناسبة لتبادل الآراء بين المتخصصين المشاركين والمؤسسات المكلفة بتأهيل وتدبير الموانئ والسواحل، وكذا تحليل ومقاربة التجارب المعتمدة في مجال إشاعة العلوم البحرية. وأبرز محمد الشكدالي، رئيس الشركة المغربية لعلوم البحار والموانئ، وهي جمعية تضم علماء ومهنيين مغاربة وأجانب، أن هذا اللقاء يهدف إلى تقديم أشغال البحوث حول الوسط البحري والملاحة البحرية والهندسة الساحلية والتلوث والطاقات البحرية بهدف مشاطرة المعارف حول التقدمات المحققة في مجال البحث البحري والساحلي. كما ينتظر أن يخلص هذا الملتقى العلمي إلى عقد شراكات بين فاعلين من ضفتي المتوسط في مجال التكوين الجامعي وإنجاز مشاريع أبحاث وكذا مشاريع تطوير من خلال خلق تعاون بين الجمعيات وأقطاب الكفاءة الفاعلة في المجال البحري. وأضاف الشكدالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اللقاء يعد مناسبة لمناقشة مستقبل الطاقات البحرية بالمغرب عبر إبراز المشاريع الكبرى لتهيئة الأرضيات المينائية بالمملكة، خصوصا مشروع طنجة المتوسط وكذا الإنجازات المرتبطة بتدبير السواحل. ومن جهتها، أبرزت إيف رايمون غاري، من القطب البحري لجهة بروفانس - ألب - كوت دازور الفرنسية، أهمية هذا الموضوع خاصة ما يهم تهيئة الموانئ وتدبير المناطق الساحلية وتحلية المياه ببلدان المتوسط التي أصبحت تواجه مشاكل متعلقة بالتغيرات المناخية وأيضا ندرة منابع المياه. وأشارت إلى أن هذا المؤتمر انعقد سنة 2009 بتونس، وينعقد حاليا بالمغرب على أن يواصل مبادراته ببلدان المتوسط مستقبلا، مضيفة أن الهدف من هذا اللقاء يكمن في التعاون بين الجامعات والشركات المتخصصة في المجال وتعزيز الأبحاث المشتركة. وتطرق المؤتمر، الذي عرف مشاركة هيئات من المغرب والجزائر وتونس والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وهولندا وإسبانيا والبرتغال وفرنسا، إلى مواضيع من قبيل «التهيئة البحرية، الساحلية والمينائية: أشغال، تجارب ومعايير»، و»نقل الرواسب، المشاكل والحلول»، و»انعكاسات تحلية مياه البحر»، و»تدبير مخاطر التلوث بالمتوسط».