يستعد المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ،بتعاون مع جمعية (أجير) للتدبير المندمج للموارد،لإطلاق عملية "دلفيس 2010" لجرد الثدييات البحرية بمضيق جبل طارق،خلال الأسبوع المقبل،حسب الظروف المناخية. وتهدف عملية "دلفيس 2010" التي يشارك في تنظيمها جمعية المحمية الدولية البحرية بغرب المتوسط ومندوبية الصيد البحري وتعاونية المتوسط للصيد التقليدي،إلى إحصاء عدد الحيتان والدلافين المنتمية إلى فصيلة الثدييات البحرية العابرة لمضيق جبل طارق خلال مدة معينة. وأكد مدير المركز الجهوي للمعهد الوطني في الصيد البحري السيد امحمد الإدريسي ،خلال اجتماع تحضيري أمس الجمعة ،على أن العملية تروم بالأساس معرفة مخزونات الثدييات البحرية بالمتوسط،وخاصة بمضيق جبل طارق ومناطقه المجاورة (ساحل مدينة المضيق). وأبرز أن العملية ستهم التعداد البصري لأنواع الثدييات البحرية المشاهدة من طرف فرق الجرد،وتحليل أنواع النفايات المنتشرة بمياه المضيق،وأخذ عينات مياه البحر لتحليل تواجد البلانكتون (كائنات مجهرية)،الذي يعتبر العنصر الأول في السلسلة الغذائية البحرية،وجرد تواجد قناديل البحر التي تدل على غنى الحياة البحرية بالمنطقة. وشدد على أن العملية ستجرى بتعاون مع جمعية المتوسط للصيد التقليدي،التي ستوفر عشرة زوارق لمرافقة تقنيي المعهد ومتطوعي جمعية (أجير) المكلفين بعملية الجرد والإحصاء،إذ سيتكلف كل زورق بمراقبة مربع طول ضلعه ميلين بحريين. ولإنجاح العملية،سيتلقى البحارة المشاركون في العملية دورة تكوينية علمية حول التمييز بين أنواع الثدييات البحرية،والتي تضم بالأساس الدلافين بأنواعها والحوت القاتل (أورك) وأسماك العنبر العملاقة بأنواعها،والتي تعبر مضيق جبل طارق خلال هجرتها السنوية للبحث عن الغذاء والتكاثر. وقد سبق لسواحل مدينة الحسيمة أن احتضنت عملية مماثلة خلال الأسبوع الماضي،كما أن عملية "دلفيس 2010" يجري تنفيذها بشكل متزامن بين عدد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط،من بينها على الخصوص فرنسا وإيطاليا ومصر والمغرب وتونس. بدوره،اعتبر مندوب وزارة الصيد البحري بطنجة على أن العملية "تكتسي طابعا مهما لكونها تتماشى مع جهود القطاع العمومي في حماية الثروات البحرية وحماية الوسط البحري من الاستنزاف والتلوث". وتتوخى "عملية دلفس" التي تم إحداثها سنة 1996 من طرف جمعية المحمية الدولية البحرية لغرب المتوسط،حماية الحيوانات البحرية التي تعيش بحوض البحر الأبيض المتوسط،وكذا توقيف عملية تقتيل الدلافين عبر الشباك العائمة،خصوصا الشباك المتخصصة في صيد سمك التونة وأبو سيف.