تنطلق يوم السبت القادم، نهائيات النسخة ال34 من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، والتي تستمر إلى غاية 11 فبراير المقبل، بطموحات مختلفة بين منتخبات تتطلع للتنافس بقوة على اللقب وأخرى تسعى إلى البصم على مشاركة مشرفة، في حين تبحث منتخبات تصنف في دائرة "صغار" القارة السمراء عن تقمص دور "الحصان الأسود" للبطولة. وتم تأجيل البطولة التي كان من المفروض إقامتها الصيف 2023، إلى مطلع 2024 بسبب مخاوف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) من ارتفاع معدل تساقط الأمطار بكوت ديفوار، ما قد يخلف أضرارا كبيرة على الملاعب. ويشارك في هذه الدورة 24 منتخبا هم إضافة إلى كوت ديفوار بصفته البلد المضيف، المغرب ومصر وتونسوالجزائر وموريتانيا والسنغالوالكاميرونوغاناونيجيرياوجنوب إفريقيا وزامبيا وبوركينافاسو وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو وغينيا ومالي والرأس الأخضر وأنغولاوتنزانيا وموزامبيق والكونغو الديمقراطية وغامبيا وناميبيا. وستفتتح البطولة السبت بمواجهة تجمع "فيلة" كوت ديفوار ب "الكلاب البرية" لغينيا بيساو، ويرتقب أن تكون سهلة نسبيا لأصحاب الأرض الباحثين عن الصعود مجددا إلى عرش الكرة الإفريقية، بعد لقبي 1992 و2015، بينما ستقام الأحد 3 مباريات تجمع تواليا بين نيجيرياوغينيا الاستوائية، ومصر وموزامبيق، وغانا والرأس الأخضر. ويبقى المنتخب الإيفواري من أبرز المرشحين لانتزاع اللقب القاري، لكنه يعلم أن التنافس سيكون شرسا على الكأس من طرف القوى الكروية الكلاسيكية، وفي مقدمتها مصر حاملة الرقم القياسي في عدد التتويجات ب 7 ألقاب (1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010). وتشكل نسخة 2023 فرصة جديدة ل "الفراعنة" لإنهاء فترة صيام دامت ل 13 عاما بعد الاكتفاء بالوصافة في دورتي 2017 و2021، مستعينة بمزيج خبرة بعض الأسماء المحترفة وعلى رأسهم النجم الأوحد محمد صلاح، ولاعبي الدوري المصري، أو بعبارة أصح، لاعبي الأهلي والزمالك. وسيدخل المنتخب السنغالي المسابقة، وهو مثقل بعبء الدفاع عن اللقب الثمين الذي حققه قبل قرابة 3 أعوام بعد سنوات طويلة، لكن "أسود التيرانغا" سيتسلح بالتجربة الكبيرة للاعبين كالمدافع خالد كوليبالي والمهاجم ساديو ماني، إضافة إلى أسماء أخرى محترفة بالدوريات الأوروبية. وبناء على الزخم الإعلامي الذي خلفته الملحمة المونديال بنهائيات كأس العالم "قطر 2022″، يتواجد المنتخب الوطني ضمن قائمة المنافسين على لقب "الكان" الغائب عن خزائن الكرة المغربية منذ مدة طويلة ، وتحديدا منذ مارس 1976. وتدرك كتيبة "أسود الأطلس" أنها ستواجه صعوبات كبيرة أمام منافسيها في المجموعة السادسة التي تنزانيا والكونغو الديمقراطية (بطلة عامي 1968 و1974 بمسمى الزايير سابقا) وزامبيا بطلة 2012، والذين يرغبون في تفجير مفاجأة من العيار الثقيل أمام صاحب المركز الرابع في مونديال 2022. وعليه، سيكون على الناخب الوطني وليد الركراكي الاستعداد جيدا لهذا الاستحقاق القاري المهم، خاصة أنه يعي جيدا أن اللعب في إفريقيا يختلف كثيرا عن التنافس الدولي، ولاعبوه لم يتعودوا على الاندفاع البدني القوي والطقس الحار والرطب وسوء أرضية الملاعب أحيانا. كما لا يمكن استبعاد منتخبات الكاميرون (بطلة أعوام 1984 و1988 و2000 و2002 و2017) وغانا (توجت باللقب سنوات 1963 و1965 و1978 و1982) ونيجيريا (أحرزت ألقاب نسخ 1980 و1994 و2013) من دائرة التنافس على لقب النسخة الرابعة والثلاثين. من جهتها، تأمل الجزائر أن تستعيد بريقها الذي منحها لقبا ثانيا سنة 2019 بعد الكأس الأولى على أرضها في 1990، عقب مشاركة مخيبة للآمال في نسخة 2021 باحتلالها المركز الأخير في مجموعتها، وبالتالي الإقصاء من الدور الأول. أما تونس صاحبة اللقب اليتيم على أرضها في 2004، فستحاول هذه المرة بلوغ مرحلة أبعد من دور الربع، بينما تحلم جنوب إفريقيا في نقل نجاحات نادي ماميلودي صندوانز إلى المنتخب الأول على ذكريات كأس دورة 1996. أما بقية المنتخبات، فستحاول الحفاظ على استمراريتها لأطول مدة ممكنة في البطولة، ولم لا خلق مفاجآت كبيرة أمام كبار القارة، خاصة أن قرار الاتحاد الإفريقي للعبة برفع عدد المشاركين إلى 24 فريقا، سمح لمنتخبات تصنف بأنها "صغيرة" بالتواجد في العرس الكروي الإفريقي. *** برنامج الCAN – السبت 13 يناير: كوت ديفوار – غينيا بيساو: (21:00) – الأحد 14 يناير: نيجيريا – غينيا الاستوائية: (15:00) مصر – موزمبيق: (18:00) غانا – الرأس الأخضر: (21:00) – الاثنين 15 يناير: السنغال – غامبيا: (15:00) الكاميرون – غينيا: (18:00) الجزائر – أنغولا: (21:00)