خلال سنة2011 انخرطت مدينة الداخلة في دينامية طموحة لتحقيق تطور عمراني لمست آثارها سواء الساكنة المحلية أو زوار المدينة. وبدأت حاضرة جهة واد الذهب لكويرة، التي يطلق عليها عادة «لؤلؤة الصحراء» أو «جوهرة الجنوب»، تدريجيا بالتطور وإحداث تغيير في معالمها من خلال أعمال التهيئة التي أطلقت من أجل جعلها ذات تصميم عمراني متجانس، وتصحيح الاختلالات المسجلة وتثمين الصورة المشجعة والمؤهلات الهامة التي تتوفر عليها المدينة.ويمكن لمن يزور هذه المدينة، اليوم، أن يعاين مختلف الأوراش المفتوحة بها، وكذا التغييرات التي أضفت عليها حلة جديدة، وخاصة فيما يتعلق بالطرق وتهيئة النسيج العمراني، وتجهيز وإعادة تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز. وقد شهدت مدينة الداخلة عدة تحولات على مستوى البنيات التحتية خلال السنوات الأخيرة همت، على الخصوص، ترصيف الشوارع وتعبيد الطرق وإحداث مطار جديد وتوسيع ميناء المدينة وتهيئة الكورنيش، وتشييد بنايات ومؤسسات عمومية وفنادق وملاعب ومطاعم ومقاهي ونوادي للانترنت، والإنارة العمومية، ما أضفى عليها طابعا مشجعا مكنها من استقطاب الزوار والسائحين من مختلف الآفاق. وبذلت مدينة الداخلة، التي أعلنت السنة الماضية مدينة بدون صفيح، جهودا للتهيئة والتنمية على جميع الأصعدة (الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والعمرانية...) من أجل القضاء على السكن العشوائي، والاستجابة لحاجيات ومتطلبات السكان، وتحفيز وإرساء أسس التنمية المحلية المستديمة. وتعززت دينامية التجديد والبناء بالمدينة بإطلاق برنامج طموح يهم إعادة التأهيل العمراني، وتشييد وحدات سكنية، وتحسين وتوسيع شبكة الطرق، وتعميم وثائق التعمير، وإحداث مصالح عمومية جديدة وإنشاء مقاولات، إلى جانب المواكبة الاجتماعية لسكان الجهة التي تضم حسب إحصاء 2004 حوالي 99 ألف و367 نسمة من بينها 58 ألف و104 نسمة تعيش بمدينة الداخلة. وتجسدت ثمار هذه المجهودات على أرض الواقع، وبات بإمكان مدينة الداخلة أن ترسخ مكانتها المتميزة كحاضرة ذات دينامية وقطبا حضريا يعد بمستقبل زاهر. وأضحت دينامية التأهيل الحضري وتعزيز التجهيزات السوسيو-اقتصادية التي تشهدها مدينة الداخلة مدعوة إلى أن تعزز مستقبلا برنامج التأهيل والتنمية الحضرية للتجهيزات والبنى التحتية لإقليم واد الذهب-لكويرة برسم الفترة ما بين 2009 و2012 الذي رصد له مبلغ مالي بقيمة 300 مليون درهم. وفي إطار تفعيل هذا البرنامج، يتم حاليا إنجاز عشرة مشاريع بالداخلة لتعزيز البنى التحتية والتجهيزات وتعزيز البنية الحضرية للمدينة، مع دعم التنمية السوسيو-اقتصادية التي تعرفها المنطقة. وتهم هذه المشاريع، التي توجد في مرحلة جد متقدمة، بالأساس، إنجاز مركز للندوات والاستقبال، على مساحة هكتارين وبتكلفة إجمالية تفوق 32 مليون درهم، علاوة على بناء مركب جديد للصناعة التقليدية على مساحة 660 متر مربع، بغلاف مالي يفوق 13 مليون درهم. وتشمل المشاريع أيضا بناء مسبح شبه أولمبي على مساحة إجمالية تصل إلى 4614 متر مربع (1000 متر مربع منها مغطاة) بتكلفة 3،7 مليون درهم، وإنجاز معهد للموسيقى على مساحة أزيد من 3250 متر مربع بتكلفة إجمالية قدرها 11،80 مليون درهم، إضافة إلى سوق الجملة جنوبالمدينة وأشغال توسيع الميناء وإنجاز حلبة لألعاب القوى. وينضاف لهذه المشاريع أيضا بناء مكتبة متعددة الوسائط على مساحة مغطاة تبلغ 1200 متر مربع بتكلفة إجمالية قدرها 9،4 مليون درهم وقاعدة متعددة الرياضات للقرب بقدرة استقبال تصل إلى 500 مقعد وبتكلفة إجمالية قدرها 5،7 مليون درهم، علاوة على إنجاز شبكة جديدة للطرق الحضرية بالداخلة في أفق تعزيز انفتاح المدينة على واجهتيها البحرتين (الخليج والواجهة الأطلسية).