اعترف الدولي المغربي ولاعب وسط نادي أولمبيك مرسيليا، عز الدين أوناحي أن المباريات الأخيرة في (الليغ 1) ستساعده ليكون جاهزا 100% للمشاركة بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار. وقال أوناحي (23 عاما) في حوار أجرته معه وكالة الأنباء متعددة الوسائط (RMC Sport) الرياضية الفرنسية، إنه بدأ تدريجيا في استعادة المستوى الذي قدمه في كأس العالم 2022 في قطر. وأضاف أن الجاهزية للبطولة تسبق ترشيح "أسود الأطلس" للقب القاري، موضحا أن المباريات ستكون صعبة بسبب خصوصية الكرة الإفريقية، ومتوقعا أن المنتخب أكثر تركيزا هو من سيتوج بطلا لإفريقيا. ونوه متوسط ميدان أولمبيك مرسيليا بالدور الكبير الذي يلعبه الناخب الوطني وليد الركراكي داخل المجموعة، مشيرا إلى المواجهة الخاصة المرتقبة مع زميله من الكونغو الديمقراطية شانسيل مبيمبا بدور المجموعات. وأقر أوناحي بأن الشعب المغربي يتطلع بفارغ الصبر لدورة كوت ديفوار من أجل تحقيق نتيجة جيدة قبل المشاركة بنسخة 2025 المقررة ببلادنا، مقللا من تأثير ضغط الصحافة المغربية على المجموعة. – هل ترى أن مجموعة المباريات التي خضتها مع أولمبيك مرسيليا قبل فترة التوقف، هي بمثابة شبه فترة إعداد لكأس أمم إفريقيا؟ نعم. ساعدني ذلك في استعادة الثقة مرة أخرى، خاصة بعدما تمر بلحظات صعبة في حياتك. نحن لاعبون، لكن قبل ذلك نحن بشر. هذا يدور في مفكرتي. لقد فقدت جزء من ثقتي. الآن، استعدت قليلا من ابتسامتي وأتطور. أعمل بجهد خارج الملعب. تعاقدت أيضا مع معد بدني يعمل بمعيتي بعد التداريب. سلسلة اللقاءات الأخيرة مع أولمبيك مرسيليا ستساعدني في كأس الأمم الإفريقية وتجعلني جاهزا 100%. – هل حدث وأن كنت مستاء من مستواك، وكيف عشت ذلك؟ أنا شخص صعب جدا مع نفسي. عندما لا أكون بخير، فأنا لست بخير. لدي شخص اعمل معه قبل وبعد المباريات. وبمجرد أن يقف على تراجع مستواي، يخبرني بذلك مباشرة. أشعر بأنني لم أكن جيدا، ولست أوناحي الحقيقي. لم أقدم 100% من مستواي، ولم أكن كما يجب أن أكون. بكل تأكيد كانت هناك الأمور التي يصعب جدا تحملها، لكن هذه هي الحياة. أحيانا، يتوجب عليك تقبل الوضع والمضي إلى شيء آخر. وهذا ما فعلته. حاليا أعمل وأركز بشكل أكبر من السابق، ما يعني أني أستعيد جزء من إيقاع أوناحي كأس العالم. – حتى الفوز بكأس الأمم الإفريقية؟ (يبتسم) لن نقول إننا ذاهبون للفوز بكأس أمم إفريقيا، ولكن لنكون جاهزين 100% للبطولة. هذا هو الشيء الأكثر أهمية. – هذه السنة وبعد التأهل إلى كأس أمم إفريقيا، هناك منتخبات كبيرة أظهرت نفسها بلاعبين يمارسون في جميع أنحاء العالم، هناك أيضا تأهل المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، أفضل أداء لدولة إفريقية في التاريخ، بلا شك فالكرة الإفريقية تتقدم بشكل مستمر… قلت دائما: ليس هناك مباراة واحدة سهلة في كأس أمم إفريقيا. سواء في النهائيات أو التصفيات. مباراة كرة قدم في إفريقيا ليست مباراة سهلة، لأنه ليس نفس مناخ أوروبا. وليست نفس الملاعب. الكثير من الأمور تغيرت. رأينا كيف تغيرت وجهات النظر بعد كأس العالم. نرى الآن أننا أصبحنا الفريق الذي يجب الفوز عليه سواء في لقاء ودي أو منافسة. الجميع يرغبون في التغلب علينا. كل هذا سيجعلنا جاهزين 100% ومركزين في كل مباراة. لعبنا مؤخرا ضد كوت ديفوار على أرضها. رأينا أن الجميع كانوا جاهزين 200% للفوز علينا. مدربهم وجمهورهم… كأس أمم إفريقيا ستكون صعبة للغاية. لن نتهاون مع أي خصم. التنافس سيكون أيضا خارج الملعب. علينا المحافظة على تركيزنا. أعتقد أن الفريق الذي سيحافظ على تركيزه 100، خاصة ذهنيا، هو الذي سيفوز بكأس أمم إفريقيا. – تتحدث عن وليد الركراكي، واللافت هو تلك العلاقة التي تربطك به، يبدو أنه عضو أساسي في الفريق، ولديه شعور كبير، فهل كان له دور كبير فيما حققه المغرب مؤخرا؟ بصراحة نعم. قبل كل شيء، فهو بمثابة الأخ الأكبر للجميع. سبق له أن ارتدى قميص المنتخب الوطني، وهو مغربي. كان في نفس وضعنا يوما ما، وبالتالي يعي ما هو جيد أو لا للمجموعة. لقد كان لاعبا، وهو يعرف ماذا يقال داخل غرفة تغيير الملابس وخارجها. ويعرف أيضا ماذا يحدث خارج الملعب. لقد غير الكثير من الأمور داخل المجموعة والمنتخب الوطني. إنه مدرب يتعامل مع اللاعبين حسب عقلية كل لاعب على حدة. لا يتعامل معهم بنفس الطريقة، وهذه هي كرة القدم الحديثة. لا تستطيع التعامل مع لاعبين مختلفين بذات الطريقة. – هناك مواجهة بين المغرب والكونغو الديمقراطية في دور المجموعات (الجولة الثانية يوم 21 يناير)، ستلعب ضد شانسيل مبيمبا. هل تحدثتما حول ذلك أم لا؟ وهل قلت له إنك واثق من الانتصار؟ لا يرغب شانسيل في الحديث كثيرا عن كأس أمم إفريقيا. إنه شخص مرتبط ببلده، لكن عندما نتحدث عن النهائيات، يرفض ويغضب. بالإضافة إلى أنني خضت أول مباراة لي كأساسي مع المنتخب المغربي ضده (شانسيل مع الكونغو الديمقراطية). لعبنا في مدينتي الدارالبيضاء (فاز المنتخب الوطني بنتيجة 4-1 بتاريخ 29 مارس 2022 صمن تصفيات كأس العالم). إنها ذكرى جميلة، حيث سجلت هدفين. ستكون المواجهة (المقبلة) مختلفة. وسيكون اللعب ضد شانسيل أمرا خاصا. – عندما تتجول في مرسيليا، هل تتحدث معك الجالية المغربية حول ضرورة التتويج بلقب كأس الأمم الإفريقية؟ صدقا لا أخرج كثيرا في مرسيليا. طبعا أسمعهم يتحدثون. في مواقع التواصل الاجتماعي نرى أن الشعب المغربي ينتظر هذه البطولة بفارغ الصبر. إنها بطولة مميزة، لأن دورة 2025 ستقام في المغرب. إذن إذا نجحنا في تحقيق نتيجة جيدة في كوت ديفوار، فسيكون ذلك ميزة لنا في 2025. – كيف تتعاملون مع الضغط الذي يمارس عليكم أحينا من طرف الصحافة المغربية؟ هل الأمر صعب عليكم؟ ما يجب معرفته هو أننا كمغاربة، قد تلتقي بشخص في الشارع وسيتكلم معك كأنك صديقك ويعرفك منذ سنة. عندما نمر بالمنطقة المختلطة ولا نتوقف للحديث مع الصحفيين، فإنهم يغضبون ويبدؤون بالحديث بالعربية، لكنهم سيتكلمون معك بأسلوب +أنت صديقي+. ورغم ذلك، نحن نحبهم، ولن نغيرهم.