تعيش مدينة الداخلة، كما كان منتظرا، على إيقاع الحملة الانتخابية برسم الاقتراع التاريخي ليوم 25 نونبر الجاري، حيث يتنافس المرشحون، بشدة، من خلال بذل الجهود، لإقناع الناخبين والظفر بالمقاعد البرلمانية الأربعة المخصصة لإقليمي وادي الذهب وأوسرد. ففي هذه الجهة التي تسجل أعلى معدلات المشاركة في مختلف الاستحقاقات الوطنية، لا يمكن أن يعتبر هذا الموعد الانتخابي، الذي يأتي عقب المصادقة على الدستور الجديد، إلا نجاحا كاملا، بالنظر للحماس العام الذي يسود أجواء هذه الحملة الانتخابية، ومشاعر الارتياح التي يتقاسمها الناخبون إزاء تأدية واجب مواطن يمكن الجميع من المساهمة في تدعيم المسلسل الديمقراطي الذي انخرطت فيه المملكة. وما من شك أن المشاركة المكثفة، التي تراوحت بين 84 و92 بالمائة خلال الاستفتاء الوطني حول مشروع الدستور الجديد، يترجم الحس العالي للمسؤولية والوطنية لمختلف مكونات المجتمع المدني في أقاليم الجنوب، ويجسد ارتباطهم بالمؤسسات الوطنية الديمقراطية، وكذا إصرارهم على احتلال الصف الأول ضمن قوى الوطن من أجل تفعيل المشروع المجتمعي الحداثي الرائد الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس. هذا الاهتمام الجلي لساكنة الجنوب باقتراع 25 نونبر والإقبال الاستثنائي الذي يظهرونه خلال هذه الحملة الانتخابية، يشكل أيضا دليلا قويا يحيل على الاقتناع العميق للساكنة المحلية بمبادرة الإصلاح والتنمية والرفاهية وترسيخ مبادئ العهد الجديد بالمغرب، كما يجسد إرادتهم القوية المساهمة، بشكل فاعل، في إنجاح كافة الاستحقاقات السياسية الوطنية. وضمن هذه الأجواء الانتخابية التي تشهد تصاعدا في وتيرتها بالداخلة، على غرار باقي مدن أقاليم الجنوب حيث تزداد حدة تعبئة الناخبين، تغطي منشورات وبرامج المرشحين الجدران، في حين تجوب سيارات المرشحين وأنصارهم الأحياء على امتداد اليوم، رافعين شعارات بواسطة مكبرات الصوت. ويفضل المرشحون ال18 في إقليم وادي الذهب، عوض التجمعات الخطابية الكبرى، العمل عن قرب، والذي يقوم، أساسا، على طرق أبواب الناخبين باعتباره أكثر نجاعة من أجل تمرير خطابهم، والجولات في الأحياء واللقاءات الفردية أو الجماعية، وكذا اللقاءات الإخبارية في المكاتب والمقرات المخصصة لهذا الغرض. كما يتم توزيع قمصان تحمل ألوان الأحزاب المتنافسة. وتجوب سيارات تحمل صور المرشحين دون توقف مختلف شوارع المدينة، معززة بأبواق السيارات، ذلك للتعريف بهم لدى الناخبين. وتظل الأسواق والمقاهي والفضاءات العمومية الأخرى، الوجهات الأكثر تفضيلا لدى المرشحين الذي يختارون هذه الأماكن من أجل توزيع المنشورات واقتراح وتفسير أهم أهداف برامجهم الانتخابية. وتشكل الانتخابات من جانب آخر موضوعا يغذي الأحاديث اليومية للسكان حول البرامج المقدمة من قبل مختلف المرشحين و»حظوظ نجاح» حزب أو آخر خلال الانتخابات التشريعية. وبإقليم وادي الذهب، تتنافس تسع لوائح تمثل مختلف الأحزاب السياسية للظفر بمقعدين برلمانيين، في حين تخوض أربع لوائح (ثمانية مرشحين)، غمار المنافسة للحصول على المقعدين المخصصين لإقليم أوسرد، أي ما مجموعه 13 لائحة على مستوى مجموع جهة وادي الذهب - الكويرة. على مستوى إقليم وادي الذهب، يتنافس وكلاء اللوائح، وهم أعمار الشيخ عن التجمع الوطني للأحرار، وحسن الدرهم عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبوكرن ماء العينين عن حزب الاستقلال، وعبد الله أكفاس عن حزب العدالة والتنمية، وامبارك أبو إيغيدن عن الحزب العمالي المغربي، ويحضيه الألفاني عن جبهة القوى الديمقراطية، وسرحان الأحرش بصيري عن حزب الأصالة والمعاصرة، وأحمد الصلاي عن الحركة الديمقراطية الاجتماعية. وفي ما يتعلق بإقليم أوسرد، يتنافس كل من محمد بوبكر عن التجمع الوطني للأحرار، ومحمد الأمين حرمة الله عن حزب الاستقلال، وشيغالي هنون عن حزب المجتمع الديمقراطي، والمقدم بوركبة عن حزب العدالة والتنمية.