يمر فريق الوداد البيضاوي من وضع مرتبك مهزوز، يترجم ويزكي ما تعيشه المؤسسة نتيجة "التسيير"، إذ يصعب فهم ما يجري ويدور في ناد عريق عمره 86 سنة و 222 يوم بخزانة غنية بالإنجازات، أكثر من 44 لقب.. ويعتبر الوداد ناد مرجعي رأى النور في حضن الحركة الوطنية، أحد ركائز صرح الرياضة في الوطن، فريق تنافس في بداية الأسبوع حول جائزة أفضل نادي في القارة، لحضوره الوازن في دوري الأبطال، ووصيف السوبر ليغ الإفريقي في نسخته الأولى. نعم بالطبع هي "قربلة في الوداد" تابعها الجميع في مسلسل الريبة والشك أول أمس الأربعاء، أولها أن الجمهور يترقب تحضير سفر الفريق إلى دار السلام ويمني النفس أن تمر الرحلة بسلام. وكان المدرب عادل رمزي يشتغل ويدرب الفريق، في حصة صباحية، عيناه على لاعبيه وقلبه على لقاء خصمه سيمبا التانزاني، في محطة هامة بدوري أبطال إفريقيا، وفي ذات الوقت كانت إدارة النادي في تواصل مع المدرب فوزي البنزرتي الذي كان يجمع حقيبته ويتهيأ لتجربة أخرى في قيادة الوداد، وحجزت له تذكرة سفره. وفي المساء، حل الشيخ البنزرتي بمطار محمد الخامس بحقيبته، وظهر هادئا يدخن سيجارته، ويتحدث عن الوداد وقيمة لاعبيها واستعداده للعمل بجدية وانضباط، ولم يتحدث هذا المدرب المحترف الذي قضى نصف قرن في التدريب، وأشرف على تأطير أندية تونس، ومنتخب بلده في مناسبتين ومنتخب ليبيا مرتين، ودرب الرجاء والوداد والشارقة الإماراتي، لم يشير ولم بكلمة في حق زميل له عادل رمزي، مدرب شاب مرتبط بالوداد بعقد ساري المفعول. ومن جانبه، أعلن سعيد الناصري رئيس الوداد استعداده لمغادرة المهمة وقد فتح باب الانخراط، وبدأ في تهيئ الجمع العام الذي تعذر انعقاده لمواسم، وزاد التصريح الوضع غموضا، فكيف لمسؤول يستقبل مدربا جديدا للتعاقد معه و في نفس الوقت يتهيأ للتخلي عن الرئاسة؟ وكيف يمكن تحضير الفريق لمباراة في تانزانيا والمدرب عادل رمزي و اللاعبون يتابعون أحداثا غير مفهومة؟ وبات عادل رمزي موضوع نقاش جدي، لأنه مدرب شاب مكون، غريب على التدريب في المغرب التنافس قاريا، وبدون تجربة ميدانية في دوري الكبار، والتعاقد معه يبدو خطأ والأمر ليس جديدا في إدارة النادي خاصة وأن الوداد التي أشرف عليها تاريخيا 67 مدرب، وأكبر نسبة كانت في العقد الأخير منذ 2014 من الويلزي جون طوشاك إلى عادل رمزي. والغريب صباح الأربعاء، نفى عادل رمزي خبر انفصاله عن الوداد، مؤكدا بصدق التواصل مع إدارة الوداد في الموضوع، وهو دون شك يعلم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وصول المدرب البنزرتي القادم من تونس لتعويضه. هكذا هي الوداد، سعيد الناصري سير النادي وقاده للألقاب لكن تعذر عليه هيكلة الكيان، وللأسف هذه مشاهد فيلم يتابعه الوداديون والمجتمع الرياضي عامة في انتظار أن تطلع النهاية التي نأمل أن لا تسيء للنادي، المؤسسة العريقة التي لا تستحق ما تعيش اليوم.