أكد المتمردون الحوثيون اليمنيون الثلاثاء أنهم و"انتصارا" للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، استهدفوا بصاروخ سفينة تنقل مواد كيميائية ترفع علم النرويج في البحر الأحمر. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض في هذه الأثناء للقتل والتدمير والحصار في قطاع غزة … نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية ضد سفينة استريندا تابعة للنرويج، كانت محملة بالنفط ومتجهة إلى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهداف ها بصاروخ بحري مناسب". وكانت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" أعلنت مساء الاثنين أن صاروخا أطلق من منطقة يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران أصاب الناقلة من دون الإبلاغ عن وقوع ضحايا. وقالت القيادة المركزية الأميركية إن السفينة ستريندا، وهي ناقلة مواد كيميائية، أصيبت أثناء مرورها في باب المندب بصاروخ مجن ح (كروز) مضاد للسفن، وأبلغت عن "وقوع أضرار تسب بت في نشوب حريق على متنها". ولبت المدمرة "يو إس إس مي سون" التابعة للبحرية الأميركية نداء استغاثة أطلقته السفينة ومدت لها يد العون. في باريس، أعلنت وزارة الجيوش الثلاثاء أن سفينة فرنسية كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر أسقطت الاثنين مسيرة كانت تهدد الناقلة نفسها. وقالت الوزارة في بيان إن الفرقاطة "لانغدوك" متعددة المهام "اعترضت ودمرت مسيرة كانت تهدد بشكل مباشر (الناقلة) ستريندا" ثم "تموضعت لحماية الناقلة، وحالت دون محاولة اختطاف السفينة". وأكد الشركة النرويجية المالكة للسفينة جي لودفيغ موينكلز ريديري وقوع الحادث، موضحة أنه لم تقع إصابات بين أفراد الطاقم الذين تمكنوا من إخماد الحريق وجميعهم من الجنسية الهندية. وقالت الشركة في بيان إن "السفينة التي كانت في طريقها من ماليزيا إلى إيطاليا محملة بالمواد الخام للوقود الحيوي، تتجه الآن إلى ميناء آمن". وكانت الناقلة التي يبلغ طولها 144 مترا وبنيت في 2006، تبحر باتجاه قناة السويس حين أصابها الصاروخ. وأكدت الشركة أن "لا يوجد أي صلة لملكية السفينة أو إدارتها باسرائيل. لكن تم ترشيحها مبدئيا من قبل مستأجريها لنقل شحنة من (مدينة) أشدود (الإسرائيلية) في كانون الثاني/يناير" مع خيار الإلغاء في حالة تفاقم الوضع الأمني. وقال الناطق باسم الحوثيين "إن القوات المسلحة اليمنية نجحت خلال اليومين الماضيين في منع مرور عدة س ف ن استجابت لتحذيرات القوات البحرية اليمنية ولم تلجأ لاستهداف السفينة النرويجية … إلا بعد رفض طاقم ها كافة النداءات التحذيرية". وأضاف أن "القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في استهداف أي سفينة تخالف ما ورد في البيانات السابقة. إن القوات المسلحة اليمنية تؤكد استمرار ها في منع كافة السفن من كل الجنسيات المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء". ويأتي هذا الهجوم بعدما هدد المتمردون اليمينيون السبت بمنع مرور السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ما لم يتم إدخال أغذية وأدوية إلى قطاع غزة. وبعد ساعات من هذا التهديد أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن فرقاطة تابعة لها في البحر الأحمر أسقطت مسيرتين أطلقتا من اليمن وكانتا متجهتين نحوها. وفي أعقاب هذا الحادث في البحر الأحمر، دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى "تجنب أي مواجهة إقليمية". وكانت تلك المرة الأولى التي يستهدف فيها الحوثيون سفينة حربية فرنسية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم شنته الحركة في الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وهو ما رحبت به حركة حماس التي تعد جزءا من "محور المقاومة" ضد إسرائيل ويضم حزب الله اللبناني والحوثيين. وقالت الحركة في بيان إنها "تعتبر هذا القرار شجاعا وجريئا ينتصر لدماء شعبنا في قطاع غزة، ويقف ضد العدوان الصهيو أمريكي الذي يمعن في حرب الإبادة الجماعية". وتبنى المتمردون المقر بون من إيران العمليات السابقة التي شملت احتجاز سفينة تجارية وإطلاق صواريخ ومسيرات نحو أهداف بحرية، وأخرى نحو مدينة إيلات بجنوب إسرائيل. وفي الأسبوع الماضي، هاجم الحوثيون سفينتين قبالة الساحل اليمني بينهما سفينة ترفع علم جزر البهاماس وقالوا إن مالكيهما إسرائيليون. وأسقطت مدمرة أميركية ثلاث طائرات مسيرة أثناء تقديم المساعدة لسفن تجارية في البحر الأحمر تعرضت لهجمات من اليمن، بحسب ما أفادت واشنطن.