تركيا تقدر التطورات الأخيرة وتدعم مسلسل الإصلاح في المغرب وقع المغرب وتركيا أول أمس الثلاثاء بالرباط على خمس اتفاقيات ستمكن من تدعيم الإطار القانوني للعلاقات الثنائية بين البلدين، حسب ما أكده وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري. وأعلن أن اتصالات تجري بين البلدين لتبادل الزيارات على مستوى عال بعد السنة المقبلة، بعد إجراء الانتخابات التي يعرفها المغرب. وعبر وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، عن رغبة بلاده القوية في تطوير العلاقات المتميزة التي تربطها بالمغرب، خصوصا في مجالات السياحة والأمن والصناعات العسكرية. وأبرز الطيب الفاسي الفهري، في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده أول أمس الثلاثاء مع نظيره التركي، أحمد داود أوغلو، على هامش الدورة الرابعة للمنتدى الوزاري حول التعاون العربي – التركي، الذي تحتضنه الرباط على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء، أن العلاقات المغربية التركية عرفت تطورا كبيرا في العشر سنوات الأخيرة، وتميزت بالخصوص بتوقيع البلدين لاتفاق التبادل الحر، وتوطيد العلاقات الاقتصادية، فضلا عن تطوير وتيرة التعاون في المجالين التربوي والثقافي بينهما. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون إن المغرب وتركيا يوليان أهمية قصوى للحوار السياسي والاستراتيجي، حيث تم الاتفاق خلال لقاء رئيسي دبلوماسية البلدين إنشاء خلية لتوسيع الحوار السياسي والاستراتيجي، بالنظر إلى الموقع الذي يحتله كلا البلدين في الفضاء المتوسطي والجوار الأوربي. وشدد الطيب الفاسي الفهري على أن المغرب وتركيا لهما رؤية مشتركة بخصوص ما تعرفه المنطقة العربية، ويقولان بوضوح أن الأنظمة في العديد من البلدان ملزمة أن تستمع لإرادة وتطلعات شعوبها. وعبر رئيس الدبلوماسية التركي عن تقدير بلاده للتطورات الإيجابية التي عرفها المغرب، والإصلاحات التي وصفها ب «الجيدة» التي دشنها في الأشهر الأخيرة باعتبارها «نموذج يحتذي به في المنطقة»، معربا عن أمله أن تشكل الانتخابات التشريعية التي سيشهدها المغرب «باعث خير». وأكد أوغلو رغبة تركيا الأكيدة في الاستفادة من التجربة المغربية في إفريقيا، ووضع التجربة التركية في البلقان رهن إشارة المغرب. وشدد وزير الخارجية التركي على أن الاستقرار في العديد من الدول العربية ستكون له انعكاسات إيجابية على المنطقة بأكملها، مشيرا إلى أن بلاده تساند قرار جامعة الدول العربية القاضي بتجميد عضوية سوريا في هياكل الجامعة. وأضاف أن المشاورات بين تركيا وجامعة الدولة العربية مستمرة حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل. وقال «إننا ندعم مبادرة الجامعة العربية التي وصفها ب «الصحيحة» مبرزا أنه «إذا عطست سوريا فإن تركيا، التي تشترك معها في الحدود، تصاب بالزكام». وعبر أحمد داود أوغلو عن أسفه لما أسماه «التراجيديا الإنسانية» التي تجري أطوارها في سوريا، وقال لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي حيال ما يجري في سوريا من تقتيل، مضيفا أن النظام السوري «لا يريد أن يستمع لنبض الشارع ويمارس سياسة التنكيل ضد شعبه، ويرفض القيام بالخطوات الإصلاحية اللازمة». ووصف أوغلو المبادرة العربية إلى سوريا ب «المقدسة» لأنها قدمت قبل عيد الأضحى بأيام، لكن للأسف الشديد لم يأخذ بها النظام السور. ودعا إلى وقف آلة القمع والتقتيل، محملا النظام السوري مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية المتواجدة فوق أراضيها، نتيجة الهجمات التي تتعرض لها سفارات العديد من الدول ومن بينها السفارة التركية. ودعا إلى اتخاذ عقوبات شديدة في حق سوريا دون أن تؤثر تلك العقوبات على الشعب السوري.