اكد العاهل المغربي الملك محمد السادس وفي نفس السياق حرص بلاده على التجاوب منذ البداية مع التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة المغاربية والعربية ، و'الحاجة الماسة لمواكبة التحولات اللافتة في عدد من البلدان العربية، عبر استنهاض إرادتنا لاستشراف غد أفضل، جدير بالتطلعات المشروعة لشبابنا الواعي والمسؤول وأجيالنا الصاعدة الطموحة'. واعرب العاهل المغربي عن امله بانبثاق منظومة عربية متجددة تنصت،عن قرب، لانشغالات المواطنات والمواطنين وتعتمد الحكامة الجيدة، وتقوم على تكريم الإنسان وتؤسس لعمل عربي مشترك فعال واستباقي في احتواء الخلافات ومنع نشوب الأزمات، منظومة حديثة وفعالة نتوخى أن تكون دعامة أساسية لانجاح حواراتنا المتعددة عبر العالم مع دول فاعلة ومجموعات إقليمية مماثلة، وفق رؤية أكثر وضوحا وواقعية وتنظيما وتماسكا. وقال أن التعاون العربي التركي يشكل رافدا أساسيا في هذا التوجه التشاركي المنفتح، فإننا لن ندخر جهدا لإعطاء شراكتنا مضمونا ملموسا وتطوير آلياتها لبلوغ مقاصدها. واكد عزمه على تكثيف التشاور السياسي مع تركيا التي وصفها ب'هذا البلد الوازن' وخاصة فيما يتعلق بمساندة القضية الفلسطينية العادلة وتحقيق الأمن والسلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، التي مازالت تعاني، مع بالغ الأسف، منذ أزيد من نصف قرن، من أبشع أشكال الاحتلال والعدوان والحصار والقهر، بل إن استمرار المأزق التفاوضي وتفاقم التوترات والتهديدات أصبح ينذر بعواقب وخيمة ومخاطر جسيمة على كافة بلدان هذه المنطقة الحساسة. على الصعيد الثنائي التقى وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري بوزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو وأجريا مباحثات تمحورت حول سبل تعزيز العلاقات التي تربط بين البلدين. وقال الفاسي الفهري إن العلاقات المغربية التركية تطورت بشكل كبير وفي شتى الميادين خلال العشر سنوات الأخيرة حيث وقعت الدولتان على اتفاق التبادل الحر، كما توطدت العلاقات الاقتصادية الثنائية، إضافة إلى ارتفاع وتيرة التعاون في المجالين التربوي والثقافي. وأضاف أن الجانبين قررا إعطاء أهمية قصوى للحوار السياسي والاستراتيجي بين الحكومتين، وقاما بإحداث خلية خاصة بتوسيع وتطوير مجالات الحوار السياسي والاستراتيجي، وذلك بالنظر إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلدين، فضلا عن التفكير في تبادل الزيارات على أعلى مستوى خلال السنة المقبلة. وأوضح أن البلدين اتفقا، على توطيد العلاقات الثنائية خدمة للتنمية والاستقرار بمنطقة جنوب الصحراء والقارة الإفريقية 'التي هي في أمس الحاجة إلى دعم تركيا والمغرب وكذا الدول الفاعلة على المستوى الاقتصادي والتجاري'. وأكد أوغلو أن تركيا والمغرب تربطهما علاقات عريقة متميزة، معربا عن الأمل في أن تتعزز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي والأمني بين البلدين. وقال أوغلو إن البلدين تربطهما مصالح ورؤى مشتركة، معربا عن الأمل في الاستفادة من تجربة المغرب في إفريقيا وفي علاقته بالاتحاد الأوروبي. وتم خلال الاجتماعات المغربية التركية التوقيع على أربع اتفاقيات تتعلق بالتعاون العلمي والتكنولوجي والاعتراف المتبادل برخصة السياقة والتعاون في مجال الصيد البحري وفي مجال الشباب والرياضة، إضافة إلى مذكرة تفاهم بين معهد المقاييس التركية والمعهد المغربي للتقييس.