اختار حزب التقدم والاشتراكية التقدم أمام الناخبات والناخبين حاملا شعار «الكرامة الآن» كتجسيد لتصوراته البرنامجية ولالتزاماته تجاه المغاربة. الكرامة هي حق أساسي لكل البشر، وجعله اليوم عنوان ومحور البرنامج الانتخابي للحزب، ينطلق من كون مختلف الحاجيات والمطالب المعبر عنها اليوم من لدن شعبنا هي نتاج غياب ضمان الكرامة. إن استشراء الفساد والرشوة واقتصاد الريع ونهب المال العام ومظاهر الغش والتبذير والاحتكار والامتيازات والمحسوبية، كل ذلك يمس فئات واسعة من شعبنا ويحط من كرامتها. إن الحرمان من السكن اللائق، والأوضاع المزرية للتعليم، وانتشار البطالة، وتدهور الخدمات الصحية، وضعف التجهيزات التحتية، هي أيضا انتهاكات لحقوق الناس ولكرامتهم.. وإن استمرار الفقر المدقع والعزلة في عدد من مناطقنا الريفية، وغياب التنمية عن العالم القروي يعتبر أيضا انتهاكا لكرامة الناس... ورفع شعار الكرامة اليوم، ليس مغازلة لشعار فلسفي أو ترديدا لتعبير بلاغي، إنما هو التعبير السياسي عن عنوان مطلبي جوهري للمرحلة، أي أنه الشعار الجامع لمختلف التحديات المطروحة اليوم على بلادنا. شعبنا اليوم يطرح مطلبا ملحا يتعلق بالشغل، وخصوصا لفائدة الشباب وحاملي الشهادات العليا... شعبنا اليوم في حاجة إلى تسهيل الولوج إلى السكن، وإلى تقنين السوق العقارية وقطاع الكراء، وإلى حماية البيئة والتهيئة المجالية والموارد الطبيعية... شعبنا اليوم يطلب تطوير الخدمات الصحية الجيدة والمجانية، وتعميم التغطية الصحية... شعبنا اليوم يطالب بسياسة جريئة لمحاربة الفقر والهشاشة عبر إصلاح صندوق المقاصة، لفائدة الفقراء والمستضعفين، وتوفير دخل أدنى لفائدة الأسر المعوزة.. كل هذه المطالب تمثل اليوم نداء شعبيا من أجل الكرامة، ورفضا لكل مظاهر «الحكرة» على المواطنات والمواطنين، وعندما يختار حزب مثل حزب التقدم والاشتراكية هذا الشعار بالذات لحملته الانتخابية، فهو يفعل ذلك من منطلق تفاعله الجدلي مع نبض الشعب، كما أنه يعبر بهذا الانحياز عن هويته السياسية والفكرية المميزة. البرامج الانتخابية ليست مجرد أرقام أو وعود، إنما هي تعبير عن هوية فكرية وبرنامجية، وبالتالي فالتقدم والاشتراكية، باعتباره حزبا يساريا تقدميا، كان من الطبيعي أن يتقدم أمام المغاربة ببرنامج يعلي من المطلب الاجتماعي والتنموي والحقوقي، لأن ذلك هو تربته النضالية مذ كان. «الكرامة الآن» هي برنامج التقدم والاشتراكية، وهي أيضا التزاماته مع المغاربة، وهي أيضا الدعوة التي يوجهها مرشحو ومرشحات رمز «الكتاب» لكافة المواطنات والمواطنين من أجل التعبئة الجماعية للدفاع عن الكرامة، أي اختيار البرامج والمرشحين الذين بإمكانهم الدفاع عن تحقيق هذه الكرامة للمغرب وللمغاربة. اليوم نختار المغرب الجديد، نختار المستقبل، أي نختار «الكرامة الآن».. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته