جرت، ظهر أول أمس الأربعاء، بمقبرة الشهداء بالرباط، مراسيم تشييع جثمان أحمد حرزني، المناضل الحقوقي ورئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان سابقا، والسفير المغربي المتجول، بعد أن لبى نداء ربه يوم الثلاثاء 14 نونبر الجاري عن سن ناهز ال 75 سنة. وقد شيع جثمان الراحل حرزني وسط حضور العديد من الشخصيات البارزة في المجال السياسي والحقوقي و المدني بالإضافة إلى أفراد أسرته الصغيرة ومعارفه، ورفاقه في النضال زمن سنوات الرصاص. ومن أبرز الوجوه السياسية التي رافقت جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير، محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وعبد اللطيف وهبي، وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وعبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وأمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى وجوه من عالم السياسة وحقوق الإنسان. وقال محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح أدلى به للصحافة الوطنية، على هامش هذه المناسبة الآليمة، إنه برحيل أحمد حرزني يفقد المغرب أحد رجالاته الكبار، وأحد المناضلين التقدميين اليساريين، الذين بصموا تاريخ المغرب المعاصر. وأضاف محمد نبيل بنعبد الله أن الراحل أحمد حرزني، كان متفردا وكان رجلا وطنيا غيورا، ورجل مبادئ، ضحى كثيرا في مساره النضالي، وتكبد المعاناة لسنوات طوال من الاعتقال السياسي، لكنه، يضيف نبيل بنعبد الله، لم يسقط أبدا في النظرة السوداوية أو في المقاربة السلبية، بل ظل دائما يحب هذا الوطن ويطمح إلى التقدم. واستشهد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على شجاعة الراحل الفكرية، ورزانة مواقفه، بالمداخلة التي قدمها خلال إحدى جلسات الاستماع بالرباط، حيث كانت مداخلة متميز، استطاع من خلالها ليس فقط الوقوف عند الهفوات المرتبطة بسنوات الرصاص، ولكن أيضا عند الأخطاء التي ربما ارتكبت من طرف الحركات اليسارية المختلفة، كما وقف بالخصوص عند ضرورة التوجه نحو المستقبل، وطي صفحة الماضي، وساهم فيما سمي فيما بعد ب"الصفح الجميل" الذي مكن المغرب من الخروج من مرحلة الإنصاف والمصالحة. فرغم كل المعاناة التي مر منها، يقول محمد نبيل بنعبد الله، "كان الراحل أحمد حرزني يتوجه دائما نحو المستقبل، وكان منفتحا ومتفائلا، ومتواضعا، هكذا عرفته، كانت لنا نقاشات منذ أزيد من ثلاثين سنة، حول مواضيع كثيرة، وكنا نجد متعة في ذلك لأنه رجل ذكي، ينصت، له أفكار ثاقبة، وكانت له قراءة رزينة ومفيدة لمختلف مجريات الأحداث التي عرفتها بلادنا". يشار إلى أن الراحل أحمد حزيني، الذي شغل قيد حياته، عدة مناصب سامية من بينها رئاسة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، الذي أصبح يحمل اسم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، التحق بالسلك الدبلوماسي كسفير متجول، كما اشتغل إلى جانب عمر عزيمان في المجلس الأعلى للتعليم. وعرف عن الراحل أحمد حرزني أنه كان مناضلا حقوقيا ينتصر لقيم العدالة الاجتماعية والكرامة والحرية، كما عرف بتواضعه وفي الوقت ذاته بجسارته وثباته على المبدأ، والقدرة على بلورة الموقف الذي ينحاز دائما إلى مناصرة المظلومين والمحرومين، كما كان ينتصر دائما لمصالح الوطن العليا، وكان يتطلع إلى مغرب الديمقراطية والتقدم المجتمعي.