يواصل الأطباء المغاربة، في إطار تنظيماتهم المهنية في القطاعين الخاص والعام، تعبيراتهم التضامنية مع الشعب الفلسطيني عموما ومع زملائهم وزميلاتهم من الأطر الصحية العاملة في قطاع غزة، وذلك في ظل المحنة التي يواجهونها جراء العدوان الغاشم للاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي. وفي هذا الصدد، اعتبر الأطباء المغاربة، المنضوون تحت لواء كل من التنظيمات التالية: التجمع النقابي الوطني لأطباء الأخصائيين في القطاع الخاص – النقابة الوطنية الأطباء القطاع الحر- نقابة الطب العام- و الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، أن ما يقع في غزة، من تقتيل ودمار وإبادة هو "جريمة بشعة مكتملة الأركان" تتواصل فصولها يوما عن يوم، في غياب أي موقف عقلاني يغلّب منطق السلام على الحرب، ويجنب المنطقة الدخول في مرحلة لا يمكن التكهن بملامحها وتداعياتها. واستنكر الأطباء بشدة، ضمن بيان تضامني توصلت بيان اليوم بنسخة منه، استمرار استهداف الآلة العسكرية الإسرائيلية للمؤسسات والأطر الصحية، ومواصلة قتل المرضى على أسرة الفراش داخل المستشفيات، من أطفال حديثي الولادة، ورضع، ونساء حوامل، ومرضى ومصابين، وتوجيه عتادها العسكري ضد الأطر الطبية والصحية، والبنايات، والأجهزة والمستلزمات الطبية، الأمر الذي يعد السكوت عنه مشاركة في هذه الجرائم وتأييدا لها. كما نددوا بقوة بالدعوة اللاأخلاقية التي وجهها ما يفوق المائة طبيب من الأطباء الإسرائيليين لحكومتهم من أجل استهداف المستشفيات وتدميرها بمن فيها، مما يكشف كما يقول البيان، عن افتقاد أصحاب تلك الدعوة لأي حس إنساني وعن غياب أي صلة لهم بمهنة الطب النبيلة، التي تقوم على إنقاذ الأرواح والتدخل لضمان استمرار الحياة، بما أنهم يحرضون على قتل المرضى والأطر الصحية، الأمر الذي يعتبر جريمة كاملة، صادرة في حق المدنيين والمصابين، وفي حق مهنة الطب التي من المفروض أن من يمارسونها قد أدوا قسم الطب والتزموا بتسخير قدراتهم للحفاظ على الحياة لا الحث على للقتل، وهو ما يمثل مظهرا واضحا من مظاهر السقوط الأخلاقي والمهني للمعنيين بالأمر. وجدد الأطباء المغاربة تضامنهم ودعمهم الكاملين مع زميلاتهم وزملائهم الأطباء بغزة وكافة مهنيي الصحة، داعين المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوضع حد للجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. من جانبهم، عبر الأطباء المشكلون لتنسيقية "أطباء من أجل فلسطين" والتي تضم العديد من النقابات المهنية للأطر الصحية في القطاعين العام والخاص، عن احتجاجهم ضد استمرار العدوان الهمجي الصهيوني على القطاع المحاصر، داعين مهنيي الصحة في جميع التراب الوطني إلى تنظيم وقفات ومسيرات تنديدية، وأشكال تضامنية، بالمراكز الاستشفائية، تضامنا مع زملائهم وزميلاتهم في قطاع غزة. وسجلت التنسيقية، في بلاغ آخر توصلت بيان اليوم بنسخة منه، ما أسفر عنه القصف الممنهج لأزيد من 135 مؤسسة صحية، من وفيات في صفوف مهنيي الصحة، حيث ارتقى أزيد من 198 شهيد بين طبيب وممرض ومساعد، وتم تدمير أزيد من 53 سيارة إسعاف، مع إخراج أزيد من 21 مستشفى و47 مركزا صحيا للرعاية الأولية عن الخدمة، وهو ما ينذر، كما يقول البلاغ، بكارثة إنسانية غير مسبوقة. يذكر أن الأطباء المغاربة ومهنيي الصحة يواصلون كذلك تنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية بعدة مدن، فبعد الوقفة التي نظمت أمام مستشفى ابن سينا بالرباط، شهد مستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير، يوم أمس الأربعاء، وقفة تضامنية دعت إليها تنسيقية "أطباء من أجل فلسطين" بجهة سوس ماسة، فيما يعتزم مهنيو وطلبة قطاع الصحة بفاس تنظيم مسيرة مماثلة يوم غد الخميس انطلاقا من مستشفى الاختصاصات التابع لمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس.