قال غلاوي سيداتي، أحد أعضاء الوفد الصحراوي المغربي الذي يمثل المجتمع المدني والذي قام مؤخرا بزيارة لإيطاليا، إن الجزائر ستستمر في تسخير «البوليساريو» لخدمة أغراضها مادامت في حاجة لذلك . وأبرز سيداتي الممثل السابق ل «البوليساريو» بإيطاليا، في حديث لصحيفة «لاناتسيوني» الإيطالية نشرته في بحرهذا الأسبوع، «الفراغ الإيديولوجي الذي تعاني منه الحركة المزعومة الواقعة تحت القبضة المحكمة للجزائر».وأكد سيداتي أن «البوليساريو»، التي تدعي محاربة «الهيمنة الإسبانية في المنطقة»، كانت ولازالت «بدون مشروع وبدون جوهر»، وأنها تعيش في ارتباك تام بعد عودة غالبية قادتها إلى وطنهم الأم المغرب .وبخصوص قضية المساعدات، شدد سيداتي على ضرورة أن يحرص مانحو هذه المساعدات على أن يستفيد منها بالفعل المحتجزون الموجهة إليهم والذين يعانون معاناة قاسية وذلك بعيدا عن أي «اعتبارات إيديولوجية». وقام سيداتي مؤخرا بزيارة جهتي طوسكانا (وسط إيطاليا) ولومبارديا (شمال)، حيث كان مرفوقا بلحسن مهراوي الأستاذ الجامعي وعضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية و سعداني ماء العينين الفاعلة الجمعوية والمناضلة في مجال حقوق الإنسان. وبطوسكانا، أوضح الوفد، في لقاء مع مسؤول كبير بالجهة، حقيقة قضية الصحراء ووجاهة مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب. كما شكل هذا اللقاء مناسبة لإطلاع ماريا دينا طوزي، مسؤولة الأنشطة الدولية على المستوى الإقليمي على المسؤولية التي تتحملها الجزائر في هذه القضية.وفي لومبارديا، قدم الوفد، خلال ندوة في مدينة ببرغامو،عرضا حول قضية الصحراء وشهادات مؤثرة حول الفظاعات التي يرتكبها زبانية «البوليساريو» في حق كل من تسول له نفسه معارضة أهدافهم الحقيرة أو المطالبة بأبسط الحقوق. كما فضح أعضاء الوفد، بالتفصيل الدقيق، تسخير حكام الجزائر ل «البوليساريو» والطبيعة الدموية والتوجه الاستئصالي للحركة. وإلى جانب إبراز الروابط التاريخية، التي كانت قائمة على الدوام بين المغرب وصحرائه، فقد مكنت مداخلات أعضاء الوفد، خلال هذه الندوة التي نظمت حول موضوع «نزاع الصحراء: الماضي والحاضر والآفاق»، من تسليط الضوء على نشأة «البوليساريو» إبان الاستعمار الإسباني والأوضاع المأساوية للمحتجزين بمخيمات تندوف والدور الذي لعبته «البوليساريو» في خدمة أهداف الهيمنة البعيدة كل البعد عما يطلق عليه «القضية الصحراوية».