ما تزال الزيارة التي قام بها مؤخرا إلى إيطاليا وفد من الصحراويين المغاربة يمثل المجتمع المدني تجد صداها في الصحافة الإيطالية إذ أوردت صحيفة "لاكورييري دي سيينا" (منطقة توسكانا، وسط البلاد) الشهادات المؤثرة التي قدمها أعضاء الوفد بشأن حقيقة ما يسمى بقضية الصحراء ومعاناة المحتجزين بمخيمات تندوف في الجزائر. وذكرت الصحيفة على الخصوص بالحوار "البناء والمثمر" الذي أجراه الوفد في فلورنسا، عاصمة جهة توسكانا، مع السيدة ماريا دينا توزي مسؤولة النشاط الدولي على المستوى الجهوي . فقد أطلع أعضاء الوفد، المكون من السيدين غلاوي سيداتي الممثل السابق ل"البوليساريو" بإيطاليا ولحسن المهراوي الجامعي وعضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية والسيدة السعداني ماء العينين الناشطة الجمعوية والمناضلة في مجال حقوق الإنسان، محاورتهم، انطلاقا مما عاشوه، على قضية الصحراء ومسؤولية الجزائر في ذلك. كما أبرز الوفد، الذي التحق به السيد ياسين بلقاسم عن شبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا وفدرالية الأفارقة بإيطاليا، جدوى مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب. وأثار أعضاء الوفد، من جهة أخرى، انتباه الجانب الإيطالي إلى التحويل الممنهج من قبل قادة "البوليساريو" للمساعدات الإنسانية واغتنائهم على حساب السكان المحتجزين الذين يعانون من العوز والأمراض. وركزت "لاكورييري دي سيينا" بالخصوص على الشهادة المؤثرة للسيدة السعداني ماء العينين التي أبرزت الطابع الدموي ل"البوليساريو" وبشاعة ممارساته إزاء كل من يتجرأ على معارضة أهدافه الدنيئة. وأشارت السيدة ماء العينين، في هذا الصدد، إلى ما عاشته شخصيا ومعاناتها إثر قتل والدها وأصناف التعذيب التي تعرضت لها هي ووالدتها. كما استعرضت المرحلة المؤلمة لترحيلها في سن التاسعة، رفقة أطفال آخرين، إلى كوبا حيث تم الإبقاء عليها صحبة أسرتها لمدة 17 عاما. وخلال اللقاء ذاته، أبرز السيد بلقاسم بدوره أهمية مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كإطار لحل قضية الصحراء والذي سيمكن تطبيقه المحتجزين من العودة إلى أرض الوطن، المغرب، بجانب أسرهم وأقاربهم. كما أبرز مشكل تحويل المساعدات الإنسانية والمعاناة التي يعيشها، نتيجة لذلك، الأطفال والنساء والمسنون على الخصوص بمخيمات العار بتندوف.