جرى يوم الجمعة الماضي بالدار البيضاء، في ختام المؤتمر الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، التوقيع على اتفاقية تتعلق بدعم برنامج مكافحة السيدا والسل بالمغرب، بغلاف مالي يقدر ب54 مليون دولار. وستمكن هذه الاتفاقية، التي وقعتها ياسمينة بادو وزيرة الصحة ويوسف عبد الجليل مسؤول قطاع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، من تعزيز برنامج مكافحة السيدا بالمغرب للفترة الممتدة ما بين 2012 و2016. وسيتم تخصيص الميزانية المتضمنة في هذه الاتفاقية لتعزيز برنامج التكفل بمرضى السل، من خلال تعبئة المجتمع المحلي وكذا جميع القطاعات الأخرى، فضلا عن الرفع إلى 80 بالمائة من نسبة تشخيص اختبار فيروس نقص المناعة البشرية بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة. وتعد هذه الاتفاقية، المتفرعة إلى شقين الأول يتعلق بالسيدا والثاني بالسل، ثمرة مجهودات وزارة الصحة وشركائها في مجال تنسيق أنشطة مكافحة السيدا والسل، بما في ذلك توسيع البرامج الوقائية من فيروس نقص المناعة البشرية، واعتماد العلاج المجاني لجميع المرضى الذين خضعوا للتشخيص. وأعربت ياسمينة بادو، في كلمة بالمناسبة، عن ارتياحها للتوقيع على اتفاقية منح تمويل لمكافحة السيدا والسل في المغرب، مضيفة أن الاتفاقية تبرز مصداقية البرامج الصحية بالمغرب. وقالت إن دعم برنامج المغرب في مكافحة السيدا والسل بالمغرب سيمكن من دعم المنظومة الصحية ككل، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أهمية تأهيل المختبرات الاستشفائية التي تساهم في إجراء تحاليل بالنسبة للكشف عن السيدا والسل. وأضافت أن الدعم الموجه لمجال السيدا سيسمح بالحد من معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والولوج الشامل لخدمات الوقاية والعلاج، مع اعتماد المقاربة القائمة على النوع واحترام حقوق الإنسان. أما بالنسبة للسل، فأوضحت الوزيرة أن مقترح المغرب للاستفادة من دعم الصندوق العالمي، فيهدف إلى تسريع الحد من عبء السل، وذلك من خلال تحسين نوعية الخدمات الصحية والرفع من تعبئة المجتمع المدني لمكافحة هذا الداء. من جهته، أكد يوسف عبد الجليل الأهمية البالغة لهذه الاتفاقية التي تروم المساهمة في الوقاية ومحاربة السيدا والسل بالمغرب. وأكد أن حصول المغرب على هذا الدعم يعكس جدارته وأهمية أدائه في المجال الصحي، المتجسد أساسا في أنشطة وزارة الصحة والشركاء من المجتمع المدني. وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، الذي احتضنته العاصمة الاقتصادية من 19 إلى 21 من الشهر الجاري، شكل مناسبة لتبادل التجارب والمعارف، مع إبراز أهمية توجهات وبرامج الصندوق العالمي. كما شهد المؤتمر نقاشات تتعلق أساسا باعتماد آليات لتحديد المخاطر والوقاية، مع تدارس تأثيرها على إنجاز البرامج.