تزايد عدد الناجحين ب 34.75 %مقارنة مع نفس الدورة لسنة 2009 مع تفوق نسبي للإناث وتفاوتات صارخة بين الأكاديميات ارتياح رسمي وانتقادات جمعية آباء التلاميذ لتثاقل البرنامج الاستعجالي بلغ عدد الناجحين في الدورة العادية لامتحانات البكالوريا، برسم سنة 2010، ما مجموعه 118 ألفا و52 تلميذا وتلميذة, أي بنسبة زيادة بلغت 75ر34 % ،مقارنة مع نتائج الدورة العادية لسنة 2009. و حسب وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بلغت نسبة الإناث من مجموع الناجحين 52 %, فيما بلغ عدد الناجحين الممدرسين 113 ألف و947, أي بنسبة نجاح بلغت 78ر43 %, مقابل 04ر37 % في نفس الدورة من السنة الماضية. وأوضحت الوزارة أن نسبة النجاح في قطب الشعب العلمية والرياضية والتقنية, بلغت 67ر48 %, مسجلة بذلك زيادة تجاوزت 5 نقط مقارنة مع الدورة العادية لسنة 2009, أما في قطب الشعب الأدبية والأصيلة, فقد بلغت النسبة 81ر30 % مقابل 43ر24 % في السنة الماضية. وفي تعليق أولي على هذه النتائج، قال محمد الحاجي عن مديرية التوجيه والمراقبة لبيان اليوم إن مصداقية اختبارات الدورة العادية لسنة 2010 ومبدأ تكافؤ الفرص، كقاعدة لاجتياز هذا الاستحقاق، كانتا من بين هواجس الوزارة التي وفرت أجواء سليمة، مكنت نساء ورجال التعليم وكافة الشركاء والفاعلين من ظروف مثلى للانخراط الكامل في إنجاح امتحانات الباكالوريا التي تحدد مسارات عديدة للتلاميذ. وشدد محمد الحاجي على التحسن الهام في أعداد الناجحين، وفي نسب النجاح، التي تترجم ارتفاعا في مردود امتحانات البكالوريا، التي أجريت بعد شهور قليلة على الشروع في تنفيذ الإجراءات المرتبطة بالبرنامج الاستعجالي, خاصة في الجانب المتعلق بتطوير وتحسين منظومة الإشهاد، الهادفة إلى تعزيز فرص النجاح المدرسي، وإلى الرفع من مردودية الامتحانات الاشهادية, ومنها البكالوريا. وأكد محمد الحاجي على أن ما جاء به تقرير البنك الدولي، حول الإصلاح يسير في النهج نفسه الذي يتبناه المغرب، خاصة على مستوى الاقتراحات المقدمة لإصلاح التعليم من خلال دعم اللامركزية في التدبير وإرساء نموذج تشاركي لتدبير القطاع، ومواصلة تأهيل الموارد البشرية، وإعادة النظر في تدبيرها ، إلى جانب التقويم المستمر للمنظومة التعليمية. وهو ما أكده محمد السوالي أستاذ التعليم العالي، وصاحب مؤلفات هامة في مجال التدبير البيداغوجي، الذي أشار في تصريح للجريدة،إلى أن المغرب يحاول السير على درب إصلاح يتطلب جهودا جبارة، لا يمكن انتظار نتائجها في الأفق القريب،كما تشهد على ذلك نتائج امتحانات الباكالوريا التي تتناسب والميل العام لنتائج السنوات الماضية ولا يمكن التباهي بجانبها الكمي. واعتبر محمد السوالي التفاوتات الكبيرة في نتائج الباكالوريا حسب الجهات، بل و داخل نفس المدينة، دليلا على صعوبة بداية مشوار الإصلاح،مشيرا إلى الغياب الواضح لانسجام في النتائج جغرافيا والذي يجد تفسيره في التفاوتات الهامة على صعيد التجهيزات المادية والبشرية وصعوبات الولوج إلى التعليم في العديد من المناطق، وتراجع جودة المنتوج التعليمي الذي تقابله تشبث الوزارة بالمقاربة الحسابية في غياب التخطيط عن قرب، وفي غياب المراقبة والتقييم المستمر كآليات لا محيد عنها للرفع من قيمة ما يتلقاه التلميذ، والتي تمنحه المؤهل الحقيقي، العلمي والنفسي، لاجتياز الاختبار وتحقيق النتائج الموضوعية فيه . في الاتجاه ذاته اعتبر محمد أكنوش رئيس الجمعية الوطنية لآباء وأولياء التلاميذ نتائج الدورة العادية لامتحانات الباكالوريا عادية، مقارنة بالسنوات الأخيرة، رغم تحسن كمي طفيف خاصة على مستوى عدد الإناث الناجحات. وفيما أقر محمد أكنوش بالأجواء الجيدة التي مرت فيها الاختبارات، سواء على مستوى التنظيم أو محاربة الغش أو ظروف التصحيح، شدد على أن الأرقام التي قدمتها الوزارة، والتي حددت عدد الناجحين في 118 ألف و52 ناجحة وناجح، مع وجود تفاوتات صارخة بين المناطق، بل وبين مدارس نفس الأكاديميات في مدينة واحدة، دليلا على فشل الإصلاح وتأكيدا لمضامين التقارير الصادرة مؤخرا عن البنك الدولي ومنظمة اليونيسكو، بالإضافة إلى التقرير الأخير للمجلس الأعلى للتعليم، الذي كشف هو الآخر المستور،و أكد أن التغني بارتفاع نسبي لنتائج الباكالوريا لسنة 2010 ليس بديلا عن مقاربة شاملة تذهب رأسا إلى تعقيدات واختلالات المشاريع الإصلاحية التي تبقى دائما حبرا على ورق.