بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية، على إثر وفاة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود. وفي ما يلي نص البرقية: «خادم الحرمين الشريفين وأخي الأعز الأكرم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد، فبقلب مفجوع ملؤه الحزن العميق والأسى الشديد، تلقيت نبأ فجيعة أسرتكم الملكية والشعب السعودي الشقيق في فقدان المشمول بعفو الله ورضاه، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، تغمده الله بواسع رحمته، وبشره بروح وريحان، وأسكنه في أعلى الجنان، رفقة النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين. وبهذه المناسبة التي تختلج لها النفوس وتضطرم لها القلوب حزنا وألما، أتقدم إليكم، ومن خلالكم إلى أسرتكم الملكية الجليلة، وإلى الشعب السعودي الأصيل، باسمي وباسم الأسرة الملكية والشعب المغربي قاطبة، بأحر تعازينا وأخلص مواساتنا، وأصدق مشاعر تعاطفنا معكم في هذا المصاب الجلل، داعيا الله تعالى أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء، ومثلكم في قوة الإيمان والرضا بقضاء الله لا يزيده هذا الابتلاء في الأهل إلا تجلدا واحتسابا لحسن الجزاء عند الله. وإننا لنستحضر، في هذا الظرف العصيب، بكل تقدير وإكبار، مناقب الراحل الكبير، الذي جعل مسعاه في الدنيا خدمة دينه ووطنه وأمته، محتسبا أجره لله، متحليا بشيم القادة الكرام، وخصال الأمناء المخلصين، الصادقين، إذ كان، رحمه الله، نعم السند لكم، والحصن الحصين لأمته العربية والإسلامية، مدافعا عن وحدتها وعزتها وكرامتها، ومناصرا لقضاياها المصيرية. كما فقد فيه، بلده الثاني، المغرب خاصة، أخا عزيزا كريما وصديقا حميما، عمل على حفظ عهود الود الوثيقة ووشائج الأخوة المتينة وتعزيز روابط التعاون المثمر البناء بين المملكتين الشقيقتين. فالله عز وجل أسأل أن يتغمد الفقيد المبرور بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه من جليل الأعمال لوطنه ولأمته الإسلامية، وأن يجعله من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا، ويلقيه نضرة وسرورا، صادقا فيه قوله عز من قائل: «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي». صدق الله العظيم. وإذ أشاطركم والشعب السعودي الشقيق مشاعر الحزن في هذا الرزء الفادح الذي لا راد لقضاء الله فيه، مجددا لكم مشاعر تعاطفي وتضامني، لأضرع إليه سبحانه أن يحفظكم من كل مكروه، وأن يرزقكم موفور الصحة والعافية وطول العمر، ويبقيكم ذخرا عظيم الرفعة وملاذا شديد المنعة لأمتنا العربية والإسلامية، ويشد أزركم بكافة أشقائكم أصحاب السمو الملكي الأمراء الأجلاء، إنه سميع مجيب. «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون»، صدق الله العظيم. وتفضلوا، خادم الحرمين الشريفين وأخي الأعز الأكرم، بقبول أسمى عبارات تعاطفي وتضامني».