اربع صور فوتوغرافية جديدة للكاتب والروائي الفرنسي انطوان دوسانت اكزوبري ظهرت قبل ايام وهي من مجموعة خاصة لمالكها ريمون جورييز الذي كان طياراً شارك سانت اكزوبري خلال الحرب العالمية الثانية في مجموعة طلعات جوية مشتركة. وقد حصل عليها ابنه وهو يملك الى جانبها مجموعة مخطوطات الى دفاتر خاصة بالطيران دوّن فيها سانت اكزوبري ملاحظاته اثناء عمله. وقد تم وضع هذه الصور الى جانب الدفاتر والمخطوطات في «متحف طيران آنجر مارسيه» الى حين قرار عرضها في تنظيم خاص بها وفي مناسبة معينة من حياة الكاتب. ويبدو ان هذه الصور الأربع هي اقرب زمنياً من تلك المعروفة للكاتب والتي التقطها له في كورسيكا المراسل الصحفي جون فيليبس في ايار 1944. ولكن هي ليست في جودة صور فيليبس الذي كان مصوراً محترفاً، فهي تشوبها بعض الأخطاء ان في نقاوة الصورة أو في دراسة اطارها ومحيطها، ولكنها في كل الأحوال صور جديدة لصاحب رائعة الأدب «الأمير الصغير» التي كتبها سانت اكزوبري بوحي من الفضاء الفسيح الذي تعايش معه طوال حياته عبر الطيران والتحليق المدني والحربي. في صورة أولى، سانت اكزوبري جالس أمام طاولة يدخن سيجارته؛ وفي صورة أخرى في لحظة قريبة من الأولى وفي نفس الاطار، هو يعطس ويخبئ فمه بيده: الصورتان مأخوذتان في منطقة سردينيا في نهاية أيار وبداية حزيران من العام 1944. الصورتان رقم 3 و4 تم تصويرهما في مطار بورغو حيث في الأولى سانت اكزوبري جالس في مقعد طائرته وهو يضع نظارتين خاصتين بالطيران ويرتدي سترة كتب عليها اسمه، وفي الثانية نشاهده واقفاً أمام سيارة «جيب» عسكرية، وكل ذلك أكد عليه الجنرال غافوال الذي كان حينذاك يصدر الأوامر على فصيلة كان من ضمنها سانت اكزوبري الذي قرر ان يشارك في الحرب. وفي هذه المرحلة بالذات كتب سانت اكزوبري «طيار الحرب»، اما بالنسبة الى الدفاتر التي يملكها ابن ريمون جورييز فهي تحتوي على كتابات للروائي وتضم معلومات تتعلق بالطائرة («أ.ن.ب: 38 من صنف 223») التي قتل فيها الكاتب في 31 تموز 1944 وهو يذكر بأن الطائرة كانت تتعرض الى مشاكل تقنية متكررة. وكان ذكر ذلك ايضا الطيار ريمون جوريينر حين قادها في 23 تموز 1944 اي قبل الكاتب بخمسة ايام، غير ان سانت اكزوبري حاول ان يتناسى الموضوع وركب الطائرة التي اختفت واختفى معها عن 44 عاماً من دون ان تعرف حتى اليوم كل اسرار هذه الرحلة المشؤومة التي فقد خلالها حياته.