تصوير: عقيل مكاو اختتمت، أول أمس السبت، بمدينة الصويرة، فعاليات مهرجان «كناوة.. موسيقى العالم» في دورته ال 24 التي قدمت فيها عروض موسيقية عالمية تستقي من الجذور الأفريقية، واستمتع الجمهور بعروض موسيقية متنوعة لفنانين معروفين في عالم الموسيقى ذات الجذور الأفريقية ك»كناوة» و»الجاز» و»البلوز»، وسعت دورة هذه السنة من المهرجان إلى أن تكون عنوانا لإحياء الذاكرة والتقاليد، كما مزجت بين ألوان موسيقية عالمية مختلفة، وتقديم لوحات فنية وإيقاعات ورقصات متنوعة في الفن الكناوي العريق، من قبل مجموعة من «المعلمين»، إضافة إلى مشاركة فنانين من مختلف دول العالم. وبالموازاة مع الحفلات والأنشطة الفنية الأخرى، كان المهرجان أيضا فرصة للتداول والحوار المنظم في إطار المنتدى الفكري الذي يعقد بالموازاة مع الحدث، والذي تمحورت تيمته الأساسية هذه السنة حول « الهويات المتعددة وسؤال الانتماء «، من خلال نقاشات شارك فيها فنانون ومفكرون وجمعويون ثقافيون من مختلف الآفاق والبلدان. وتضمن برنامج المهرجان كذلك تنظيم ورشات موسيقية لفائدة الشباب والكبار بهدف مواكبتهم للاطلاع على التراث الكناوي المتميز، واكتشاف وتعلم موسيقاه والعوالم المرتبطة به من تاريخ وأدوات وإيقاعات، إضافة إلى تنظيم معرض «صحوة الذاكرة»، واللقاء مع فنانين من خلال فضاء اللقاء والنقاش « شجرة الكلام «. أجواء حماسية على مختلف المنصات وقد تميزت الليلة الثانية من مهرجان كناوة بأجواء حماسية على مختلف المنصات، حيث أشعلت فرقة «هوبا هوبا سبيريت» منصة مولاي الحسن الأول، وأدت حفلا مميزا تجمع فيه النوستالجيا والوفاء والحب. وقد شكلت فقرتهم مسك ختام برنامج الليلة الثانية، حيث استمتعت الجماهير بأداء متنوع شمل الأغاني الشهيرة للفرقة، مثل "فهاماتور" و"سوبر قايد" و" وBienvenue a Casa" و"Marock n roll". وتميز الحفل بالإيقاعات الموسيقية التي عزفها أعضاء الفرقة، والتي تمزج بين أساليب موسيقية متنوعة مثل الروك والريغي وموسيقى الغناوة. كما تتطرق كلمات أغانيهم لمواضيع تهم المجتمع المغربي بشكل عام والشباب بشكل خاص، باللغة الدارجة المغربية والفرنسية والإنجليزية. واستمر الحفل حتى الساعات الأولى من يوم السبت 24 يونيو 2023. وعلى نفس المنصة، قدمت فرقة فايز علي فايز الباكستانية عرضا بشراكة مع فرقة ناس الحال عيساوة فاس ألهب الجمهور، حيث نجحت الفرقتان في خلق جو حماسي في منصة مولاي الحسن، ورددت الجماهير مختلف الأغنيات التي تم أدائها. وفي جو حماسي، اعتلى الفنان فريد غنام منصة الشاطئ، المتواجدة في الجانب الآخر من المدينة، الذي أمتع الحضور بتشكيلة منوعة من الأغاني الكناوية، تفاعل معها الحضور الذي حج بكثافة لمشاهدة العرض. وعلى هامش حضوره ضمن فناني هذه الدورة من مهرجان كناوة، تحدث غنام في تصريح لوسائل إعلام، عن مدى حبه للفن الكناوي وعلاقته بآلة الكنبري، التي كانت بمثابة انطلاقة لمسيرته الفنية. وتلى عرض الفنان، استعراض لفرقة «باب لبلوز» المغربية الفرانكفونية، التي تغني نمط أغاني البلوز الأفريقية برشاقة، وقدمت أغاني من أول ألبوم لها تحت اسم "نايضة"، وهو نفس اسم حركة موسيقية في المغرب ناشئة، ويعني في الدارجة المغربية "الحفلة" وكذلك يرمز إلى "الصحوة الفكرية". وشارك الفنان فهد بنشمسي هو الآخر في إحياء ثاني أمسيات مهرجان كناوة، في حفلة خاصة ببرج باب مراكشبالمدينة، شارك فيها مع جمهوره باقة من الأغاني الكناوية التراثية بمشاركة "لالاس". منتدى حقوق الإنسان كما تميز اليوم الثاتي بتنظيم منتدى حقوق الإنسان الذي تميز بحضور، على الخصوص، مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، ومشاركة عدد من الباحثين والمتدخلين الثقافيين والجمعويين وعدد من الشخصيات من مجالات مختلفة. و أكدت مديرة ومنتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، نائلة التازي، في كلمة افتتاحية أن منتدى حقوق الإنسان للمهرجان، رسخ مكانته كفضاء للقاء وللنقاش والتداول. وأضافت التازي في أن دورة هذه السنة التي نظمت على هامش الدورة ال24 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، تنعقد لأول مرة بشراكة مع مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وأبرزت أن دوة هذه السنة من المنتدى تعالج موضوعا ذا أهمية بالغة يتمثل في «الهويات المتعددة وسؤال الانتماء»، مشيرة إلى أن الهويات والانتماء يشكلان جزءا من العلاقة مع الآخر والتفاعل معه، وهي العلاقة التي تبنى مع مرور الزمن. من جهته، نوه رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إدريس اليزمي، بمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة الذي يجمع مبدعين من مختلف دول العالم بمدينة الصويرة. وأبرز اليزمي، أهمية الموضوع الذي اختاره منتدى حقوق الإنسان للمهرجان للنقاش ومدى راهنيته، خاصة و أنه يلاحظ في كل مكان تقريبا، تمدد بعض الحركات المعتمدة على أيديولوجية الهوية وتصاعد خطابات رفض الآخر. وبعدما أبرز أن الاقتصار على التذكير بالمبادئ الإنسانية الكونية يصبح أحيانا أمرا غير كافيا، دعا السيد اليزمي إلى تطوير وتنفيذ سياسات فعالة لمكافحة التمييز، والسهر على ضمان المساواة للجميع، بغض النظر عن أصولهم. باقة منوعة من الريبيرتوار الكناوي وكما تميز اليوم الثاني للمهرجان، باحتضان فضاء برج باب مراكش ، حفلا متميزا للفنان فهد بنشمسي، الذي أعاد أداء باقة منوعة من الريبيرتوار الكناوي، بصحبة فرقته الكورالية « لا لا س»، بأسلوب متفرد يجمع بين الألحان والإيقاعات المختلفة وفن البوب الراقص. واحتفى فهد بنشمسي الذي يعد أيضا ممثلا شارك في عدد من الأعمال التلفزية والسينمائية، بفن كناوة بطريقته الخاصة، في انسجام تام مع روح وجوهر التراث الكناوي، متيحا لحظات ساحرة من التفاعل مع الجمهور الذي توافد بكثافة للاستمتاع بهذا الحفل. وتقاسم الجمهور مع الفنان بنشمسي وفرقته الكورالية لحظات من الفرح والبهجة، خاصة بعد مزجه لمختلف الإيقاعات مع موسيقى كناوة، مؤكدا بذلك قدرتها على استيعاب أنماط موسيقية مختلفة. وبالموازاة مع هذه الحفلات التي تعرف مشاركة فنانين ك « المعلم « حسام غانيا وإلياد أوشوا وفايز علي فايز وهوبا هوبا سبيريت وفريد غنام، قامت عدة فرق موسيقية بتقديم عروض فنية غنية بالألوان والإيقاعات والرقصات، حيث التقى الجمهور بفنانين عرضوا إبداعاتهم من الرقص والغناء التقليدي،وبموسيقيين شباب توزعوا على مختلف فضاءات مدينة الصويرة. كما تضمن برنامج المهرجان تنظيم ورشات موسيقية لفائدة الشباب والكبار بهدف مواكبتهم للاطلاع على التراث الكناوي المتميز، واكتشاف وتعلم موسيقاه والعوالم المرتبطة به من تاريخ وأدوات وإيقاعات، إضافة إلى اللقاء مع فنانين من خلال فضاء اللقاء والنقاش « شجرة الكلام «. «صحوة الذاكرة» كما تميز اليوم الثاني بتنظيم معرض بعنوان «صحوة الذاكرة» الذي حضر افتتاحه، على الخصوص، مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، وعامل إقليمالصويرة، عادل المالكي، ومديرة ومنتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، نائلة التازي، وشخصيات أخرى. ويعتبر معرض «صحوة الذاكرة» ثمرة عمل جماعي لمجموعة من طلبة قسم الفنون التطبيقية بثانوية محمد الخامس بالصويرة، بشراكة مع مندوبيتي وزارتي الشباب والثقافة والتواصل والتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالصويرة. وهدف هذا المعرض، الذي أشرف عليه الفنان التشكيلي وأستاذ الفنون التطبيقية، رفيق مصطفى، الكشف عن موهبة الطلبة وإبداعهم في إنجاز البورتريهات. وبهذه المناسبة، قال مهدي بنسعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه المبادرة تستحق التشجيع، مشيرا إلى أن المعرض الذي أعده مجموعة من الطلبة بالصويرة يتضمن بورتريهات لشخصيات مغربية ساهمت في نشر الثقافة المغربية عبر العالم. ونوه الوزير، في هذا الإطار، بالمجهودات التي بذلها الطلبة والأستاذ المشرف على تأطيرهم، لافتا الانتباه إلى أن المعرض، الذي سيقام طيلة الشهر، سيكون مناسبة للسياح المغاربة والأجانب لاكتشاف غنى وتنوع المغرب. من جهته، قال الفنان التشكيلي، رفيق مصطفى، في تصريح مماثل، إن اللوحات التي يحتضنها هذا المعرض هي «ثمرة عمل فريق مكون من طلبة ثانوية محمد الخامس بالصويرة الذين أشرفت على تأطيرهم». وأضاف أنه تم اختيار «صحوة الذاكرة» عنوانا للمعرض الذي يتضمن مجموعة من البورتريهات لعدد من الشخصيات المغربية، من بينها محمود غينيا الذي كرمه هذا المعرض بتقديم سبعة بورتريهات أحادية اللون، يحمل كل منها لونا من الألوان الكناوية السبعة. يشار إلى أن المعرض تضمن بورتريهات لشخصيات مغربية مثل محمد شكري وفاطمة المرنيسي وعائشة الشنا والطيب الصديقي ومحمد زفزاف وعبد الكبير الخطيبي وغيرهم وكان وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، قد أكد في افتتاح الدورة ال24 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، أن المهرجان يعتبر موعدا دوليا يضطلع بدور هام في تعزيز السياحة الثقافية بالمملكة، مضيفا في تصريح للصحافة، أن المهرجان يستقطب مجموعة من السياح المغاربة والأجانب، مبرزا أن هذا الحدث الثقافي يساهم في إشعاع الصناعة الثقافية المغربية. وأشار بنسعيد إلى أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة الذي يعود هذه السنة بشكله وصيغتيه الاعتياديين، ليس فقط مناسبة للترفيه عن ساكنة المدينة وضيوف المهرجان، بل هو تظاهرة فنية متميزة للتعريف أكثر بموسيقى كناوة، وجذب المزيد من الاستثمارات لمدينة الصويرة. من جهة أخرى، أبرز الوزير أن المهرجان الذي يقترح ضمن برنامجه مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، له انعكاسات إيجابية على المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.