سمعت أصوات طلقات نارية في العاصمة السودانية أول أمس الأحد، فيما دعت الولاياتالمتحدة والسعودية إلى تمديد الهدنة التي "تنتهي" مساء أمس الاثنين رغم انتهاكها تكرارا منذ بدء سريانها مطلع الأسبوع. وقال أحد سكان الخرطوم لوكالة فرانس برس أول أمس الأحد "نسمع إطلاق نار في جنوبالمدينة". ويتبادل الجانبان الاتهام بخرق الهدنة التي كان من المفترض أن تفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين. وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. مع تواصل العنف، يخشى محللون تجدد الحرب الأهلية في دارفور (غرب) خصوصا بعد دعوة حاكم الإقليم مني مناوي المواطنين إلى حمل السلاح. وكتب مناوي على حسابه على موقع تويتر "أدعو مواطنينا الكرام جميعا، أهل دارفور شيبا وشبابا، نساء ورجالا، إلى حمل السلاح لحماية ممتلكاتهم". وأوضح مناوي أن "الاعتداءات على المواطنين تضاعفت وكثيرون لا يرغبون في سلامة وحقوق المواطنين ويتعمدون تخريب المؤسسات القومية"، مضيفا "ونحن حركات الكفاح سنساندهم في جميع حالات الدفاع". وطالبت الولاياتالمتحدة والسعودية طرفي النزاع في السودان ب"تمديد وقف إطلاق النار الحالي ليمنح ممثلو العمل الإنساني مزيدا من الوقت للقيام بعملهم الحيوي"، بحسب بيان مشترك للرياض وواشنطن أول أمس الأحد. ودعا الوسيطان في بيانهما الجيش السوداني إلى "وقف القصف الجوي" وقوات الدعم السريع إلى مغادرة المناطق السكنية، إذ إن ذلك "يسهل تقديم المساعدة التي يحتاج اليها السودانيون بشدة". وأبدت قوات الدعم السريع عبر حسابها على تويتر "استعدادها للتفاوض على تمديد وقف إطلاق النار"، مؤكدة اعتماد ذلك على "صدق والتزام الطرف الآخر (الجيش) بتمديد الاتفاق من عدمه". وكانت الأممالمتحدة أشارت إلى انضمام بعض المدنيين والمسلحين القبليين والمتمردين إلى النزاع الحالي. من جهته، حذر حزب الأمة القومي، أحد الأحزاب المدنية الرئيسية في السودان، في بيان أول أمس الأحد من "الدعوات الداعية لتسليح المواطنين بحجة حماية أنفسهم" باعتبارها "محاولات لجر البلاد للحرب الأهلية". وحسب بيانات مشروع مسح الأسلحة الصغيرة (SAS) توجد أسلحة لدى 6.6 في المائة من سكان السودان البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة. ويسعى الجيش حاليا إلى تعزيز صفوفه، فقد دعت وزارة الدفاع جنود الاحتياط والمتقاعدين من الجيش إلى التسلح. ووصفت قوات الدعم السريع الدعوة بأنها "قرار خطير" واتهمت الجيش بشن مزيد من الضربات الجوية في انتهاك للهدنة. ورأت الناشطة السودانية رجاء مكاوي أن هناك "أشخاصا ينتمون إلى حركات غير عنيفة يفكرون الآن في حمل السلاح لحماية أنفسهم". اتهم عبد الفتاح البرهان يوم السبت الماضي، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة المبعوث الخاص فولكر بيرتيس بالمساهمة في اندلاع النزاع بسلوكه "المنحاز" وأسلوبه "المضلل". وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إنه "صدم" برسالة البرهان التي دعاه فيها إلى "ترشيح بديل" لبيرتيس. واتهم قائد الجيش السوداني المبعوث الأممي أيضا بارتكاب "تزوير وتضليل" أثناء قيادته عملية سياسية سبقت اندلاع الحرب. وكان بيرتيس عبر مرارا عن "تفاؤله" بالوصول إلى اتفاق وقال إنه "فوجئ" بالحرب. من جهتها، أعربت واشنطن عن "دعمها القوي" و"ثقتها" بالمبعوث الأممي. ورغم رسالة البرهان، قال نائبه الجديد في قيادة مجلس السيادة الحاكم مالك عقار في بيان السبت إنه تحدث إلى بيرتيس حول "كيفية العمل على حل الأزمة وإنهاء الاقتتال"، ما يعكس انقساما واضحا حول الأمر داخل المجلس. وإلى جانب جهود الأميركيين والسعوديين، يسعى الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا "إيغاد" إلى تنظيم محادثات في السودان. وقال الاتحاد الإفريقي أول أمس الأحد في بيان حول الوضع في السودان إنه "تبنى خريطة طريق" تنص على "وقف الأعمال العدائية… واستئناف الانتقال إلى حكومة ديموقراطية يقودها مدنيون".