جرت أول أمس السبت ببروكسيل، مراسم الافتتاح الرسمي لنسخة 2023 من معرض "العمران للعقار مغاربة العالم"، وذلك بهدف تعريف الجالية المغربية المقيمة بالخارج على العروض المقدمة من طرف مجموعة العمران وفرص الاستثمار المتاحة في قطاع العقار بالمغرب. ويأتي هذا المعرض المتجول، المنظم تحت رعاية وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية والسياسات الحكومية الوطنية، وفي إطار إستراتيجية مجموعة العمران لفائدة مغاربة العالم. ويتمثل هدف هذا المعرض الدولي، على الخصوص، في تمكين مغاربة العالم، ببلدان إقامتهم، من التعرف على فرص الاستثمار واقتناء الممتلكات العقارية والاستثمار التي توفرها مختلف برامج مجموعة العمران بعموم التراب الوطني. واختارت نسخة 2023، التي ستشمل خمس محطات، هذا العام، مدينة بروكسيل لاحتضان الحفل الرسمي لإطلاق فعاليات المعرض، الذي تميز بعقد ندوة حول موضوع "مغاربة العالم، روابط متجذرة وفرص تنمية متواصلة". وجدد موضوع هذا اللقاء، الذي نظم على الخصوص، بحضور سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، التأكيد على التزام مجموعة العمران بتعزيز سياسة القرب والشراكة التي تعتمدها اتجاه الجالية المغربية المقيمة بالخارج ومضاعفة فرص التبادل والإنصات لانتظاراتها وحاجياتها. هذه المبادرات، التي تساهم في تنفيذ السياسات العمومية والحكومية المتعلقة بمغاربة العالم، من خلال وضعهم في صلب الاهتمامات، ت نظم بدعم من الوزارة الوصية ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والسلك الدبلوماسي المغربي بالخارج. وفي كلمة ألقيت نيابة عنها، أوضحت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، أن هذا المعرض يوفر مناسبة لتعزيز العلاقات بين مغاربة العالم ووطنهم الأم، وكذا التعرف بشكل جيد على انتظاراتهم فيما يتعلق بقطاع العقار والنهوض بالاستثمارات في هذا المجال. وأكدت الوزيرة أن المغاربة المقيمين بالخارج يشكلون رافعة مهمة لتنمية المغرب، تماشيا مع رؤية النموذج التنموي الجديد، مؤكدة على العناية السامية التي يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مغاربة العالم والأولوية التي توليها الحكومة لهذه الشريحة. كما أشارت المنصوري إلى أن قطاع العقار يستقطب 72 في المائة من استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج في وطنهم الأم، ما يعكس ارتباطهم بالمملكة وكذا الاهتمام الذي يولونه لهذا القطاع، الذي طالما شكل حلقة وصل بين المغاربة المقيمين بالخارج وبلدهم الأصلي. وأبرزت أن قطاع الإسكان والعقار يكتسي أهمية كبرى اعتبارا لحمولته الاقتصادية والاجتماعية، حيث أنه يساهم بنسبة 6 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي ويشغل 1,5 مليون شخص، معربة عن التزام القطاع الذي تشرف عليه لفائدة الإسكان والتنمية الحضرية، بهدف مضاعفة وتنويع العرض السكني، وتحسين جودته والخدمات المقدمة وضمان السكن اللائق للمواطنين. وفي هذا الصدد، أوضحت المنصوري أن الوزارة بصدد وضع اللمسات الأخيرة على الرؤية الجديدة في مجال السكن، والتي ترتكز بشكل أساسي على الدعم المباشر للمواطنين الراغبين في الحصول على سكن وتحسين جودة المنتوج. وبحسبها، فإن الأمر يتعلق بدعم القدرة الشرائية للأسر الراغبة في اقتناء مسكن رئيسي في إطار السكن الاجتماعي والسكن المخصص للطبقة المتوسطة، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن هذا البرنامج الجديد قريبا، في سياق تنفيذ توصيات الحوار الوطني المنظم من طرف الوزارة في شتنبر 2022. من جهته، أوضح مدير قطب إستراتيجية التسويق والشبكة التجارية بمجموعة العمران، محمد تسقي، أن هذا المعرض يندرج ضمن مجموعة من الفعاليات والمبادرات التي تنفذها المجموعة على الصعيدين الوطني والدولي لفائدة مغاربة العالم، وذلك بهدف تعزيز مساهمتهم في تنمية المملكة وكذا ارتباطهم بالوطن الأم، تماشيا مع التعليمات الملكية السامية. ولفت إلى أن مجموعة العمران، قامت في هذا الإطار، بتنفيذ مجموعة من التدابير الرامية إلى مصاحبة المغاربة المقيمين بالخارج في شراء الممتلكات العقارية بالمغرب أو الاستثمار في هذا القطاع، مشيرا إلى وحدة القرب التي تم إحداثها في باريس والمنصة الرقمية المعتمدة من طرف المجموعة بغية التواصل بشأن مختلف المشاريع والعروض المقدمة من طرف العمران. وأوضح تسقي أن المجموعة منخرطة، أيضا، في عملية "مرحبا" وتعمل في هذا الشأن على تعبئة شبكتها التجارية قصد الاقتراب من المغاربة في جميع أنحاء العالم. وتميز هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة مجموعة من الشركاء المؤسساتيين والماليين، وأفراد الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا، بالتبادل بشأن انتظارات مغاربة العالم والخدمات المقدمة لهم في هذا القطاع. وتحط نسخة 2023 من معرض "العمران للعقار مغاربة العالم"، التي انطلقت في محطتها بشمال أمريكا في مونريال خلال الفترة ما بين 5 و7 ماي الماضي، الرحال ببروكسيل خلال الفترة ما بين 19 و21 ماي، قبل التوجه إلى ميلانو في الفترة من 23 إلى 25 يونيو، ثم مدريد من 13 إلى 14 أكتوبر، قبل أن تنتهي في باريس خلال الفترة ما بين 17 و19 نونبر 2023. وستنظم هذه النسخة، أيضا، تحت شعار البعد الترابي، من خلال الاحتفاء في كل مرحلة، بإحدى جهات المملكة، عبر تسليط الضوء بشكل خاص على إمكانياتها وخصوصياتها.