سوريون يقتحمون سفارات بلدهم في عدة دول احتجاجاً على مقتل المعارض تمو اقتحم سوريون، السبت، والأحد الماضيين، مباني السفارات السورية في كل من ألمانيا وبريطانيا وسويسرا وبلجيكا احتجاجاً على مقتل المعارض السوري مشعل تمو، فيما عبًّرت الحكومة السورية عن احتجاجها على اقتحام مبنى سفارتها في العاصمة النمساوية. وأعلنت الشرطة الألمانية أن نحو ثلاثين متظاهراً اقتحموا السفارة السورية في برلين فجر الأحد حيث التقوا السفير السوري، وأوضح متحدث باسم الشرطة ل»فرانس برس»، أن أعضاء المجموعة اجتازوا السياج الفاصل حرم السفارة ووجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع السفير «الذي يعيش في هذا المكان». وأضاف أن السفير سارع إلى الاتصال بالشرطة الألمانية، وطلب منها «اتخاذ تدابير على الأراضي السورية» في إشارة إلى الوضع القانوني للسفارة. واقتحم خمسة سوريين مبنى سفارتهم في لندن بعد ظهر أول أمس السبت، ورفعوا علم الاستقلال وعلم سوريا الحالي والعلم الكردي لمدة أربعين دقيقة، فيما قام أحدهم بتكسير إحدى النوافذ، قبل أن تتمكن الشرطة البريطانية من إلقاء القبض عليهم، حسب الناشط ثائر الحاجي، وهو أحد الذين اقتحموا السفارة. ونوه حاجي في اتصال مع بعد دقائق من الإفراج عنه، أن أربعة آخرين مازالوا قيد التحقيق لدى الشرطة البريطانية، وأضاف حاجي أن ما يقارب مئة متظاهر قاموا بإغلاق الطريق أمام السفارة أثناء عملية اقتحامها تعبيراً عن غضبهم على مقتل تمو. واعتبر حاجي أن اقتحام السفارة كان سببه الاحتجاج على مقتل المعارض مشعل تمو والمجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه، حسب تعبيره. وذكر ناشطون أن اقتحاماً للسفارة السورية جرى أول أمس في سويسرا، في وقت ذكر آخرون أن السلطات البلجيكية ألقت القبض على أحد المتظاهرين الذين هاجموا السفارة السورية في بروكسل وحاولوا اقتحامها مرات عدة، احتجاجاً على مقتل مشعل تمو، والذي اتهمت المعارضة السلطات السورية باغتياله. في المقابل أعلنت سوريا للحكومة النمساوية عن احتجاجها «الشديد» على اقتحام السفارة السورية في العاصمة فيينا، واستدعى معاون وزير الخارجية والمغتربين السوريين أحمد عرنوس، القائم بالأعمال النمساوي في دمشق، وأبلغه احتجاج سوريا الشديد تجاه ما تعرضت له السفارة السورية في فيينا الليلة الماضية، وحمّل عرنوس حسب وكالة الأنباء السورية (سانا) السلطات النمساوية المسؤولية الكاملة عن أي خلل بالحماية اللازمة عملاً بأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. وكان مقر السفارة السورية في فيينا تعرض لاعتداء من عدد من الأشخاص قاموا بخلع الباب الرئيسي للسفارة والدخول إليه ورفع العلم السوري احتجاجاً على مقتل المعارض السوري مشعل تمو، كما أظهر مقطف فيديو بثه ناشطون على الإنترنت. وفي أول تصريح رسمي للمجلس الوطني السوري، اعتبرت بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الذي يمثل المعارضة، أول أمس الجمعة، أن نظام الرئيس بشار الأسد «انتقل إلى الانتقام» من زعماء المعارضة وذلك بعد الهجوم على اثنين من المعارضين البارزين. وقالت بسمة قضماني في تصريح عبر الهاتف لفرانس برس: «نشعر بقلق شديد، النظام قرر الانتقال إلى الانتقام من أعضاء المجلس الوطني السوري»، وأضافت: «لقد اجتازوا مرحلة جديدة في إستراتيجية القمع، وعلى جميع زعماء المعارضة حماية أنفسهم»، وذلك بعد مقتل المعارض الكردي مشعل تمو العضو في المجلس الوطني السوري، والاعتداء على المعارض رياض سيف في دمشق وهو أيضاً عضو في المجلس. وقُتل مشعل تمو، الناطق باسم تيار المستقبل الكردي المحظور والعضو في المجلس الوطني السوري الذي شكلته المعارضة أخيرا، برصاص مجهولين في القامشلي، شمال شرقي سوريا، الجمعة كما أعلنت مصادر متطابقة، بعد ساعات من الاعتداء على المعارض رياض سيف في دمشق. ميدانياً ارتفع عدد قتلى السبت في سوريا إلى 15 شخصاً، فيما بلغت حصيلة أول أمس الجمعة 25 قتيلاً حسب الهيئة العامة للثورة السورية. وذكر متحدث باسم الهيئة العامة، أن ستة مدنيين قضوا في تشييع المعارض تمو الذي اغتيل في مدينة القامشلي على يد مسلحين مجهولين، كما قُتل ثلاثة آخرون في ريف دمشق، اثنان منهم أثناء تشييع جنازة في دوما، في حين قتل الثالث بالضمير تحت التعذيب. وأضاف المتحدث باسم الهيئة أن ثلاثة أشخاص قُتلوا في حماة، اثنان منهم في قرية جبرين بريفها إثر اقتحامها فجرا من قبل قوات الجيش، إضافة إلى مقتل شخص برصاص قناصة في حمص. في حين جرى الكشف عن مقتل طفل (13 عاماً) قبل أربعة أيام، دون أن يتمكن أهله من الإبلاغ عن وفاته جراء انقطاع الاتصالات، وأفاد المتحدث باسم الهيئة أن قوات الأمن اقتحمت مناطق عدة في حماة بحثاً عن ناشطين وسط إطلاق نار كثيف منذ ساعات الصباح الأولى، وأضاف المتحدث أن قوات الأمن اقتحمت المزارع الموجودة في منطقتي المزارب وجبرين اللتين شهدتا قصفاً مدفعياً في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حماة بحثا عن نشطاء مطلوبين وجنود منشقين وقُطعت جميع الطرقات المؤدية إليها، وسط أنباء عن وقوع أكثر من 15 قتيلاً، بينهم امرأتان جراء إطلاق الرصاص الكثيف. وفي مدينة إنخل اعتقلت قوات الأمن أكثر من 50 مدنياً خلال حملة مداهمات للمدينة جرت اليوم، في وقت جرت اعتقالات لأكراد في حي الكسوة بريف دمشق.