فتحي بنخليفة يتفادى الدخول في سجال إعلامي مع النسخة الأخرى للكونغريس في أول ظهور إعلامي له، بعد انتخابه رئيسا للكونغرس العالمي الأمازيغي في موتمره السادس الذي انعقد الأسبوع الماضي بمدينة جربة التونسية، تفادى فتحي بنخليفة الخوض في سجال إعلامي مع النسخة الأخرى للكونغريس المعروفة بنسخة مطار الهواري بومدين، وقال بهذا الخصوص «إن جميع الأمازيغ لهم هدف واحد ولا يمكن التشكيك في أمازيغية أي كان». وأضاف رئيس الكونغريس العالمي الأمازيغي فتحي بنخليفة في ندوة صحفية يوم الخميس الماضي بالرباط، أن الخلافات وسط الحركة الأمازيغية دليل على صحة الجسم الأمازيغي بل هي ضرورية، وأن الأساليب والوسائل هي التي تتباين وليست الأهداف والغايات، مؤكدا على أن العلاقة بين كل الأمازيغ علاقة ودية ويجب أن تبقى ودية، وأن الاختلاف في وجهات النظر ظاهرة صحية. وفي ذات السياق، شدد فتحي بنخليفة، على أن العمل الميداني هو الحكم الفصل بين جميع الفرقاء، مشيرا إلى أنه لا يعير اهتماما كبير للمسائل القانونية والتقنية، في إشارة إلى من تؤول له الشرعية القانونية لتمثيل أمازيغيي العالم، مؤكدا على أن الأهم هو العمل الميداني، لأن الطرف الآخر، يقصد التوجهات المناهضة للأمازيغية، «لن ينتظرنا حتى نحل مشكلتنا القانونية»، يقول بنخليفة الذي أكد على ضرورة تضافر جهود الجميع من أجل خدمة القضايا الكبرى للأمازيغ. وبخصوص ما عرفه المؤتمر السادس من انسحاب لوفدي مزاب والشاوية الجزائريين من المؤتمر، أوضح فتحي بنخليفة، أن انسحاب الوفدين من المؤتمر له ارتباط بمسائل داخلية للوفد الجزائري وأن المؤتمر لم تكن له أية علاقة بذلك، وأن القول بأن انسحابهم هو بمبرر تواجدهم لأول مرة، ليس صحيحا بدليل أن الوفد التونسي يشارك لأول مرة في المؤتمر ولم يكن له أي مشكل في الحضور أو التمثيلية، مشيرا إلى أنه تباحث مع ممثلي مزاب والشاوية وأبدوا تفهما للوضعية وهم مستعدون للحضور في الدورة السابعة لأنهم مؤمنون بدورهم المحوري في الدفع بالملف الأمازيغي في الجزائر وفي المنطقة. إلى ذلك، دافع فتحي بنخليفة، عن وحدة شعوب شمال إفريقيا محاولا الرد على من يعمل على تشويه الحركة الأمازيغية ويقدمها على أساس أنها تسعى إلى خلق الفتنة وسط شعوب المنطقة. من جانب أخر، ندد خالد الزيراري نائب رئيس الكونغريس العالمي بغياب الإعلام الرسمي عن فعاليات الندوة الصحفية وعن المؤتمر السادس بجربة، مشيرا إلى أن مثل هذا السلوك هو سلوك غير مشرف لإعلام يمول من دافعي الضرائب التي لا تميز بين المواطنين. وفي رده على زيادة المكتب الدولي السباق لمعمر القذافي، أكد الزيراري أن تلك الزيادة جاءت بعد مشاورات مع المجلس الفدرالي، كما أنها ساهمت في تسليط الضوء على أمازيغ ليبيا ووضعهم الإنساني والحقوقي. وعرض فتحي بنخليفة رئيس الكونغريس العالمي الأمازيغي، أهم ما تضمنه البيان الختامي لمؤتمر جربة، مشيرا إلى أنه بصدد مشاورات مع المكتب الدولي لتشكيل لجان من أعضاء المكتب مكلفين بمهام سيكون من أبرزها بملف سبتة ومليلية المحتلتين، وملف «التابو» وملف أمازيغ مصر بالإضافة إلى الجانب المتعلق بالعلاقات الدولية. وذكر رئيس الكونغريس العالمي الأمازيغي، أن الأولويات التي سيشتغل عليها المكتب الدولي المنتخب، تهم بالأساس الجانب التنظيمي لهذه المنظمة العالمية وإعادة هيكلتها من الداخل، مع التركيز على العمل الجماعي باعتباره المفتاح الحقيقي لما يمكن أن يتحقق من نتائج على الميدان، مؤكدا التزامه الابتعاد عن أي عمل فردي والشروع في مباشرة القضايا ذات الأولوية والتي هي في متناول الكونغرس العالمي. وقال في هذا الصدد «لن نسعى إلى فرقعات أو تضخيم لأحداث هي أكبر أو أكثر من طاقاتنا، وسنبدأ بالتدريج، وبالتالي هناك أولويات بسيطة جدا ولنا طاقات أمازيغية هائلة سواء في تمازغا أو في أوربا، وسنعمل على استثمارها، بمعية المكتب الدولي، والمجلس الفدرالي، من أجل حلحلة الأوضاع بشكل أكثر فاعلية».