إعلان الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الجمعة الماضي عقب الاجتماع المخصص لتدارس كيفية تنظيم بطولات الأندية بالعاصمة المصرية القاهرة، أن الفريق المتوج بلقب عصبة أبطال إفريقيا برسم هذا الموسم، سينال جائزة مالية مغربية تصل إلى حدود المليون و425 ألف دولار. هذا يعني أن الأندية المغربية مطالبة في قادم الأيام ببذل المزيد من الجهد لكي تدافع عن حظوظها في التتويج بالألقاب القارية، ولكي تنال نصيبها من السخاء الحاتمي ل (الكاف). وهذا يعني أيضا أن فريقي الوداد البيضاوي والمغرب الفاسي ستكون وراء اختبار صعب لتأكيد قوتها بعدما وصلت إلى مراحل جد متقدمة، خاصة وأن الإغراء المادي سيكون حافزا لدى كافة أجهزة الناديين سواء تعلق الأمر بإدارة النادي أو بالطاقم التقني أو باللاعبين. فالأكيد أنه في حالة فوز أحد الفريقين في أحسن الأحوال، وهو ما يتمناه المغاربة أجمع -وليس فقط جماهير الماص أو الوداد-، فإن الفريق الأحمر بكافة مكوناته سينال نصيبا من هذه الكعكة الدسمة المهداة لبطل عصبة الأبطال الإفريقية. المطلوب من الوداد كممثل للمغرب في المسابقة الأقوى إفريقيا، أن يتجاوز خسارته الأخيرة، ويفكر أكثر بمباراتيه القادمتين أمام إينيمبا النيجري، والتي ستكون آخر عقبة أمامه لبلوغ المباراة النهائية، وتجب الإشارة هنا إلى أن الفريق الخاسر في النهائي هو الآخر لن يخرج خالي الوفاض، فبالإضافة إلى لقب الوصيف سيحصل على مبلغ 950 ألف دولار. ما يعني أن المتأهلين إلى المباراة النهائية سيحظيان بمبالغ مالية محترمة تفوق حجم تطلعات أندية القارة السمراء، إذ أخذنا بعين الاعتبار أن مسابقتي عصبة الأبطال وكأس الاتحاد لم تصلا بعد إلى نظيرتهما في أوروبا من حيث المستوى الفني للفرق أو التنظيمي أو ما يتعلق بعقود الاستشهار التي تضخ الملايير ل (UEFA). وللتذكير فلو نجح زملاء المياغري في إحراز الكأس الإفريقية، فإن الوداد سيكون أمام فرصة لدخول العالمية من أوسع أبوابها، فرصة قد تجعل الفريق المغربي يواجه ميسي ورفاقه أو أحد كبار أمريكا اللاتينية أو ربما تضعه في مواجهة مع ناد آسيوي، وحينها سيكون الوداد قد اقتنص أكثر من مليون دولار في المباراة الواحدة، سيكون اقتنص خبرة واحتكاك مع خيرة الأندية العالمية في كرة القدم. أما المبلغ المخصص لكأس الكاف التي نتمنى أن تؤول لمصلحة الفريق الفاسي، فإنه سيصل إلى 625 ألف دولار. مبلغ كهذا من دون شك سيدفع بكتيبة الطاوسي إلى بذل مزيد من الجهد في المسابقة، لأنها ستكون مستفيدة بدورها. مع العلم أن المغرب الفاسي قدم حتى الآن أفضل العروض في مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي، وتصدر مجموعته برصيد 14 نقطة من أربع انتصارات وتعادلين، وباتت الترشيحات تصب في مصلحته وبقدرته على خلافة الفتح الرباطي في عرش هذه المسابقة. إذن على الماص إدارة ومدربا وتقنين ولاعبين التحلي بالمسؤولية الملاقاة على عاتقهم، وهي تشريف الكرة المغربية على المستوى القاري، خاصة وأن فوزهم باللقب أو بلوغهم المباراة النهائية سكون إنجازا تاريخيا لفريق العاصمة العلمية على المستوى القاري. ولن ننسى أن الكل سينظر إلى الحوافز المادية بلهفة وسط معاناة الأندية واللاعبين من هذا الجانب بالتحديد. والأكيد أن بناني لن يتجاهل الطاوسي وأبناءه في حالة العودة إلى فاس بلقب (الكاف)، وسيكونون على موعد مع السخاء إفريقي إن تجاوزا حاجز أنتر كلوب الأنغولي في لقائي نصف النهائي. الأخبار السارة تتوالى.. ففي حالة تتويج أحد ممثلي الكرة المغربية، فإن ذلك يعني تلقائيا أن اتحاد الكرة بالمغرب، أي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سينال نصيبها من جوائز (الكاف)، فمثلا ستحصل الجامعة على 75 ألف دولار في حالة فوز الوداد بعصبة أبطال إفريقيا، وسيتقلص المبلغ إلى 50 ألف دولار إذا رضي الفريق الأحمر بمركز الوصافة. الأمر أيضا يخص الماص، فتتويج هذا الأخير باللقب سيضخ 35 ألف دولار لخزينة الجامعة، أما إذا اكتفى الفاسيون بمركز الوصافة فإن المبلغ المخصص للجامعة سيقف عند 25 ألف دولار. خلاصة القول. أننا نحن كمغاربة مطالبون بمؤازرة أنديتنا المغربية ولو اختلفت توجهاتنا، لأن تتويج الوداد أو الماص سيكون بمثابة تتويج للمغرب. لكن الأهم أن ينتبه الفريقين إلى هذا الأمر من أجل الحفاظ على سمعة الكرة المغربية. كما أن الظهور القوي لأنديتنا بالبطولات الإفريقية سيكون بوابة لتقوية المنتخب الوطني بدل الاستعانة دوما بمحترفي أوروبا أو الخليج وتهميش لاعبي البطولة التي دخلت عالم الاحتراف أخيرا، ولعل في معادلة الأهلي والمنتخب المصري على الصعيد الإفريقي، وبرشلونة ومنتخب إسبانيا، دليلا على الدور الذي يلعبه النادي إذ استطاع بسط سيطرته قاريا، واستدعاء ستة لاعبين من الوداد للمنتخب يوضح الأمر أكثر!!؟