تابع العالم الرياضي مساء الاثنين، تفاصيل الحفل السنوي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، خاص بتوزيع جوائز الأفضل في العالم «The Best» لسنة 2022، والذي احتضنته العاصمة الفرنسية باريس، بحضور نخبة من نجوم كرة القدم العالمية. وبغض النظر عن نتائج الاختيارات، وما أفرزته عملية التصويت التي شارك فيها مدربون، عمداء، وصحفيون، فإن ما يهمنا نحن، هو الحضور المغربي اللافت والوازن، على أكثر من صعيد، وأكثر من مستوى. اختير المدافع الأيمن أشرف حكيمي ضمن التشكيلة المثالية، كما كان الحضور لافتا للحارس الدولي ياسين بونو، وجاء اسم المدرب الوطني وليد الركراكي ضمن الأوائل، وبالإضافة إلى هذا الثلاثي المتميز، كان ضمن الصفوف الأولى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، بحكم منصبه الوازن ضمن اللجنة التنفيذية ل (فيفا)، كما برز الفنان المغربي المبدع ريدوان، بدوره كموسيقى راق، حاضر كالعادة وبشكل وازن، في كل الملتقيات العالمية… ولعل اللافت للانتباه في هذا الإطار، هو الموقف الذي اتخذه المدرب الجزائري جمال بلماضي، خلال عملية التصويت، وتبين ذلك بعد أن عمّمت اللجنة المشرفة على تنظيم الحفل، نتائج الأصوات التي أدلى بها مدربو المنتخبات الوطنية وقادتها. فقد ظهر أن بلماضي صوت لفائدة المدرّب المغربي وليد الركراكي، في فئة أفضل مدرّب في العالم لسنة 2022، كما منح صوته أيضا للحارس المغربي ياسين بونو، فيما يخص التصويت على أفضل حارس في العالم. سلوك حضاري وإنساني من طرف المدرب بلماضي، قوبل بإشادة واسعة، تماما كما فعل مدربون آخرون، باستثناء هيرفي رونار الذي تجاهل بشكل صارخ التصويت لفائدة وليد الركراكي. فالمدرب بلماضي جدّد مهنيته العالية، وابتعاده عن الخوض في صغائر الأمور، وعدم الانسياق وراء التأثيرات السياسية، والأحقاد، والبؤس في طريقة تصريف الخلافات…. سبق له أن عبر صراحة، وفي أكثر من مناسبة، عن سعادته بتألق «أسود الأطلس» خلال مونديال قطر، كما سبق له أيضا، أن وجه تحية كبيرة للمدرّب الوطني وليد الركراكي. ما قام به بلماضي بالذات، موقف يحسب له، إذ يعبر عن تقدير عال لقيمة المجهود الرياضي، واعتراف بأهمية ما وصلت إليه كرة القدم المغربية، من تطور ومستوى لافت، منح العرب والأفارقة مكانة خاصة، وضعته ضمن صفوة كرة القدم العالمية… برافو بلماضي، والأكيد أن أي مغربي، كيفما كان منصبه، أو تخصصه، أو مجال عمله، كان سيقوم بنفس السلوك ونفس التعامل، بعيدا عن أية حسابات أو تأثيرات خارجية، لأن ما يجمع الشعبين المغربي والجزائري الشقيقين، أكبر وأعمق، من أي مواقف خارج السياق، وخارج الإجماع، مواقف غارقة في التخلف وضيق الأفق، والجمود والانحطاط الفكري… شكرا جمال..