البحث عن مقعد بمونديال البرازيل... رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.. هكذا سيكون الإعلان عن قرب انطلاقة مشوار المنتخب المغربي في التصفيات الإفريقية الخاصة بمونديال البرازيل 2014، انطلاقة ستنطلق بمواجهة غامبيا (1 و5 يونيو القادم) من سنة 2012، قبل أن يستضيف المغرب منتخب كوت ديفوار (8 و12 يونيو) في مباراة منتظرة من الآن.. الكوت ديفوار، المغرب، غامبيا، تشاد أو تنزانيا في المجموعة الثالثة، والترشيحات تؤول إلى أن منتخب الفيلة المرشح الأوفر حظا لعبور هذا الدور، وفي المرتبة الثانية يوجد المنتخب المغربي، بينما ينظر إلى بقية المنتخبات على أنها عناصر مؤثثة للمجموعة، لكن من جهة. فهي قادرة على إزعاج الفيلة والأسود في أي لحظة وإرباك حساباتهما، لأن منطق الكرة الحديثة لم يعد يؤمن بمنتخبات كبيرة وأخرى صغيرة. كثيرون يرون أن القرعة لم تكن رحيمة بمنتخبنا عندما أطاحت به رفقة الكوت ديفوار، ويقولون أن أحلام المغاربة في رؤية منتخبهم بالمونديال تبددت، ويا ليت الجزائر أو مصر أو تونس كانت الخصم!!؟ قد يكون كلاما معقولا لأن منتخب «الفيلة» يعتبر في الوقت الحالي الأفضل إفريقيا. لكن وبحكم الأعراف الكروية، فكأس العالم مسرح للمنافسة بين نخبة من منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية، وكأس العالم أيضا مسرح ل»مشاركة» أفضل المنتخبات بالقارات الخمس. ما نريد أن نصل له، هو أن المنتخب المغربي إذا أراد أن يجتاز عقبة الدور الثاني لتحقيق مبتغاه في بلوغ المونديال، عليه أن يتفوق على كوت ديفوار ولا شيء آخر. نعلم أن إفريقيا ممثلة بخمسة مقاعد، وهذه التمثلية يجب أن تكون عبر خيرة منتخبات القارة السمراء، والأسماء كثيرة: فالكاميرون، نيجيريا، جنوب إفريقيا، غانا، السنغال، مؤهلة لتمثيل القارة السمراء. ولن ننسى أن مصر، الجزائر، تونس، والمغرب كذلك مرشحون لنفس المهمة. إلا أن الأوضاع المتباينة بالنسبة للمنتخبات العربية تخلق مخاوف للجمهور العربي كافة وليس للجمهور المغربي أو المصري أو التونسي... فمصر تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها الكروي العريق، وتونسوالجزائر تبدو مهزوزة كرويا، وكأني برياح التغيير العربي هزت كرة القدم بدورها. وعكس ذلك فالكل التمس أن نسيم هذه الريح غشي الكرة المغربية لتستفيق من غيبوبة طويلة سواء تعلق الأمر بمنتخب الكبار أو بالمشاركة القارية لأنديتها. بخصوص حظوظ المغرب في التأهل إلى مونديال البرازيل، فيمكن القول بأن الدور الثاني سيشكل تحد بالنسبة لكتيبة أسود الأطلس، فتواجدهم في مجموعة تضم منتخب الكوت ديفوار الذي يعد أقوى فريق على الساحة الإفريقية، يعني شيئا واحد: وهو أن المدرب الوطني إيريك غيريتس مطالب ببناء قوي ومنسجم وبإمكانه التفوق على منتخب «الفيلة»، إذا أراد المرور إلى الدور الثالث في مشواره نحو مونديال 2014.. فقط على المنتخب أن يؤمن بقدراته، وأن لا يقع في فخ الأوهام القاتلة. أوهام قد تحرمه من المشاركة بالمونديال لرابعة مرة على التوالي، وهو في تقديري شيء لن يتقبله الجمهور المغربي إطلاقا. المتتبعون يرون أن على غيريتس إدخال تعديلات خاصة بالنسبة لأسماء كلاسيكية باتت تشكل عبئا على المنتخب دون أن تقدم أي شيء يذكر. بالإضافة إلى هذا، فالناخب الوطني مطالب بضخ دماء جديدة سواء من العناصر المحترفة أو اللاعبين المحليين، والمؤهلة للدفاع عن قميص المنتخب في البطولات القارية والدولية. وهذا لا يعني أن منتخبا سيء إلى درجة لا يرتجى منها شيء. كل ما في الأمر أن الجدية مطلوبة من اللاعبين والمدرب والمسؤولين عن الكرة ببلادنا، كما أن الطريق إلى كأس العالم لن تكون مفروشة بالحرير الناعم، بل ستكون مليئة بالأشواك.. حتى بالنسبة لأعتى المنتخبات العالمية، ونتذكر أن منتخبات توجت بلقب كاس العالم رغم أنها تأهلت للدورة -بالكاد- بشق الأنفس. للتذكير، فالمنتخب الوطني بكافة مكوناته مطالب بالتفكير بروية بالاستحقاق القادم والمتمثل في كأس الأمم الإفريقية 2012، ولا داعي لاستباق الأمور حول بطولة العالم. فالمنتخب لن يدخل كأس أمم إفريقيا -بطبيعة الحال بعد أن يحسم في مسألة التأهل- للمشاركة وحسب، بل إنه يسعى وراء خلق الحدث حوله، ولما لا التتويج بلقب نسخة غينيا الاستوائية والغابون.!؟ آنذاك. يمكن أن ننقل تفكيرنا إلى أمر أهم قدرا كمنافسات كأس العالم، فالحقيقة أن إخفاقات المنتخب الوطني في التأهل إلى المونديال أصبحت غير مهضومة بالنسبة للشعب المغربي، كيف لا وهو لم يشاهد منتخبه منذ قرابة 13 سنة في أهم مسابقة على سطح الكرة الأرضية. الآن علينا الانتظار...