قال محمد العربي القباج، المسؤول عن العلاقات الدولية بالاتحاد العام للشغالين بالمغرب وعضو المنتدى الاجتماعي المغربي والمغاربي، إن المنتدى الاجتماعي المغربي «يعد مكسبا هاما بالنسبة للمغرب، من خلال ما يتميز به من انفتاح على مكونات المجتمع المدني في البلدان المغاربية الخمس وحوار معمق وصريح حول أفضل السبل الكفيلة ببناء الوحدة المغاربية والعمل على تذليل العقبات أمام تحقيق هذا الهدف النبيل، الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة». وقال القباج، الذي شارك ضمن وفد من الفعاليات الاجتماعية والنقابية المغربية في اجتماع لجنة المتابعة التابعة للمنتدى الاجتماعي المغاربي (مغرب - مشرق)، الذي أنهى أشغاله الأحد الماضي بالعاصمة التونسية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب «هو البلد الوحيد في المنطقة المغاربية، الذي يمكنه احتضان منتديات تجمع مختلف مكونات المجتمع المدني المغاربي، للحوار والنقاش المفتوح والخوض في كل القضايا والمواضيع في جو من الحرية والديمقراطية دون تدخل من أية جهة كانت». وأضاف أن كافة الفعاليات الاجتماعية المغاربية والدولية تنوه بجو الانفتاح وحرية التعبير، الذي يتميز به المغرب، وهو ما يعد «مفخرة بالنسبة لبلادنا». وبعد أن أشار القباج إلى أن المركزيات النقابية تمثل «العمود الفقري» ضمن أنشطة وتحركات المنتدى الاجتماعي المغربي والمغاربي، أبرز الدور الهام التي تضطلع بها الفعاليات الاجتماعية والنقابية المغربية في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة، في جميع اللقاءات التي تتم على المستوى المغاربي أو الإقليمي أو الدولي، من خلال توضيح الحقائق المتعلقة بهذا الملف وكشف المغالطات التي يحاول خصوم المغرب ترويجها بخصوص قضية الصحراء المغربية، وإبرز وجاهة المبادرة المغربية للحكم الذاتي». وقال إن هذا التوجه ساهم إلى حد كبير في إفشال إستراتيجية خصوم الوحدة الترابية للمغرب، حيث أصبح الكل داخل المنتدى المغاربي، الذي يضم مختلف الديناميات الاجتماعية في المنطقة المغاربية، على «اقتناع تام بضرورة العمل على تجاوز هذا النزاع المفتعل من أجل فتح المجال أمام بناء مغرب عربي ديمقراطي ومندمج اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا، حتى يتمكن من أن يواجه ككيان موحد التحديات الإقليمية والدولية». وأعرب عن أمله في أن يساهم الحراك الاجتماعي والسياسي الذي تشهده المنطقة المغاربية في «دفع حكام الجزائر لمراجعة مواقفهم من قضية الوحدة الترابية المغربية، وفتح المجال أمام الاندماج المغاربي». وأعلن في هذا السياق أن المنتدى الاجتماعي المغاربي اتفق خلال اجتماع لجنة المتابعة بتونس على تنظيم قافلة لفتح الحدود المغربية الجزائرية تشارك فيها فعاليات اجتماعية مغربية وجزائرية وموريتانية، حيث ستنطلق من المغرب برا عبر الجزائر، لتصل إلى تونس قبيل انطلاق فعاليات الدورة الثانية للمنتدى الاجتماعي المغاربي، التي تقرر أن تعقد بالعاصمة التونسية خلال النصف الأول من سنة 2012. يذكر أن لجنة المتابعة ناقشت خلال اجتماعها (2 الى 4 سبتمبر) التحضير للمنتدى الاجتماعي المغاربي الثاني بتونس، بعد المنتدى الأول الذي احتضنته مدينة الجديدة المغربية في يوليوز 2008، وكذا إعداد الإطار المناسب لاستقبال المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي تقرر أن يعقد بأحد بلدان المنطقة المغاربية في سنة 2013.