يرتقب أن تعزز الجالية المغربية المقيمة بالخارج، حتى نهاية السنة الجارية، رصيد المملكة من العملة الصعبة، بما مجموعه 11.4 مليار دولار (قرابة 120 مليار درهم)، وفق تقديرات البنك الدولي. وصنف البنك الدولي في آخر تقرير له، المغرب، في الرتبة الثالثة في تحويلات الجاليات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال 2022، بعد مصر (التي يتوقع أن تستقبل تحويلات من مواطنيها في الخارج بحوالي 32.3 مليار دولار)، ثم نيجيريا (التي من المفترض أن تصل تحويلاتها إلى 20.9 مليار دولار هذا العام). وأبرز التقرير، أنه بالنسبة لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، من المتوقع أن تنمو التحويلات بنسبة 2.5٪، مقارنة ب10.5٪ في عام 2021، لتصل إلى 63 مليار دولار، مشيرا إلى أنه في المجمل، من المفترض أن تشهد القارة تحويلات من جالياتها تتجاوز 100 مليار دولار في عام 2022، وفقا للتقديرات المذكورة أعلاه. وأضاف المصدر ذاته، أنه كما في السنوات السابقة، تظل مصر أول متلق لتحويلات المهاجرين إلى بلادهم، مع وجود أكثر من 10 ملايين مواطن في الشتات خارج بلادهم، يعيش الكثير منهم في دول الخليج، متبوعة بنيجيريا، الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في القارة والتي يوجد بها شتات قوي في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة. وكانت تحويلات الجالية المغربية قد حققت العام الماضي رقما قياسيا بنحو 93 مليار درهم، وهي تلعب دورا مهما في تعزيز رصيد المغرب من العملة الصعبة. في المقابل، يتوقع البنك الدولي أن تنخفض تحويلات الجالية المغربية خلال سنة 2023 بنحو 4 في المائة، بعدما نمت العام الماضي بنحو 44 في المائة، وانخفضت بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من السنة الجارية. ووفق آخر إحصائيات صادرة عن مكتب الصرف، فقد بلغت تحويلات الجالية المغربية، من بداية السنة إلى نهاية أكتوبر، 88.9 مليار درهم مقابل 79.7 مليار درهم في الفترة نفسها من السنة الماضية، وهو ما يمثل زيادة بنحو 11.5 في المائة. وتشير التوقعات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستشهد انخفاضا في التحويلات ب2 في المائة خلال العام المقبل نتيجة الاتجاهات السلبية المستمرة في الوضعية الدولية. وجاء في التقرير، أن القارة الأفريقية في أمس الحاجة إلى هذه التحويلات لأنها الأكثر تأثرا بآثار ارتفاع الأسعار العالمية للطاقة والمنتجات الغذائية، وكذلك بآثار الجفاف الشديد الذي أصاب بعض مناطقها، مشددا على أن التحويلات يجب أن تستمر في الزيادة. هذا، وبالإضافة إلى البلدان الثلاثة الأولى، تضم قائمة العشر الأوائل في القارة غانا (4.7 مليار) وكينيا (4.1 مليار) والسنغال (2.7 مليار) وتونس (2.1 مليار) وزيمبابوي (2 مليار) والجزائر (1.8 مليار) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (1700 مليون). ومن المتوقع أن تكون البلدان الأخرى من بين أكبر المتلقين للتحويلات هي أوغندا ومالي وجنوب إفريقيا والسودان.