المنتخب المغربي يواجه أفريقيا الوسطى تحت شعار: لا للهزيمة تعتبر المواجهة التي ستجمع يوم غد الأحد ببانغي بين المنتخبين المغربي ونظيره من إفريقيا الوسطى، برسم الجولة الخامسة من تصفيات المجموعة الرابعة لكأس إفريقيا للأمم في كرة القدم، محطة حاسمة نحو تعبيد الطريق أمام أسود الأطلس لحجز بطاقة التأهل إلى النهائيات الإفريقية. وسيدخل المنتخبان هذه المواجهة الحاسمة من أجل البحث عن ثلاث نقط الفوز، وأي نتيجة غير ذلك ستلقي بظلالها على مستقبلهما في حجز بطاقة التأهل، خاصة وأنهما يوجدان على السفينة ذاتها ويحسبان لهذه المواجهة ألف حساب واحتمال. وقد كان مدرب المنتخب الوطني، البلجيكي إيريك غيريتس، حازما خلال الندوة الصحفية التي عقدها الثلاثاء الماضي بمراكش عندما أعلن أن تشكيلته ستذهب إلى إفريقيا الوسطى من أجل الفوز بالمباراة وليس بغرض السياحة خاصة بعد النتائج الإيجابية التي حققتها المنتخب مؤخرا، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة استعادة النقطتين اللتين ضاعتا في مباراة الذهاب (0-0). ولبلوغ هذا الهدف الذي لن يتأتى إلا بالحزم والإصرار على كسب ثلاث نقط الفوز، سيتحتم على النخبة الوطنية خوض هذا اللقاء «المصيري» بإرادة فولاذية وكثير من الثقة في مؤهلاتها وكذا توظيف كل العوامل الإيجابية والروح القتالية التي سادت مؤخرا المجموعة سواء بمراكش أو دكار. وقال الناخب الوطني وبكل ثقة «إن اللاعبين سيذهبون إلى بانغي بحثا عن الفوز وليس للدفاع»، مشيرا إلى الروح المعنوية العالية للفريق ومعبرا في الآن ذاته عن تفاؤله بالاستعداد البدني والذهني لجميع مكونات النخبة الوطنية قبل مواجهة منتخب إفريقيا الوسطى. وأضاف أن الفريق لن يواجه مشاكل على مستوى الغيابات في صفوفه لأنه لا يتوقف على لاعب أو اثنين، وأن غياب رأس الحربة مروان الشماخ (الموقوف لجمعه إنذارين) وعادل هرماش للإصابة «لن يؤثر على الروح المعنوية أو أداء المجموعة». وعلى الرغم من المتاعب التي من المنتظر أن يخلقها منتخب إفريقيا الوسطى الذي يعي جيدا أن الهزيمة من شأنها أن تقلص حظوظه في التأهل، فإن العناصر الوطنية يسكنها هاجس إضافة فوز آخر تعزز به رصيدها وريادتها لترتيب المجموعة الرابعة. فمنتخب إفريقيا الوسطى الذي يمني النفس بتحقيق حلم بلوغ نهائيات الكأس القارية لأول مرة في تاريخه، سيبذل قصارى جهده لبلوغ هذا المبتغى بالرغم من صعوبة المباراة التي وصفها مدربه الفرنسي جيل أكورسي ب «الحاسمة» وبأنها «أشبه بمباراة نهائية». وقال إنه «يدرك صعوبة اللقاء وأهمية الفوز بالنسبة للمنتخبين معا, خصوصا أن المنتخب الذي سيحصل على النقاط الثلاث، سيقطع خطوة كبيرة للتأهل إلى النهائيات التي ستحتضنها غينيا الاستوائية والغابون مناصفة سنة 2012». بيد أن أكورسي حاول التقليل من الضغط الذي يرافق منتخبه قبل هذه المواجهة الحاسمة بقوله أن «الفريق يتوفر على مواهب كثيرة، وبمقدوره أن يظهر بوجه أفضل، لكن علينا أن نكون يقظين طوال دقائق هذا اللقاء التاريخي بالنسبة لإفريقيا الوسطى وفي كامل تركيزنا لنتمكن من انتزاع نقاطه». ومهما يكن الأمل وقوة إرادة «أسود الأطلس» في بلوغ النهائيات، فإنه يجب عدم الاستخفاف بقدرات منتخب إفريقيا الوسطى الذي تغير كثيرا منذ وصول الفرنسي جيل أكورسي الذي سبق له تدريب فريق الدفاع الحسني الجديدي، والذي تكمن نقطة قوته في تركيبته البشرية التي تتشكل في غالبيتها من لاعبين محترفين في البطولات الأوروبية.