المغربي ندير الخياط... الرقم الصعب على المشهد الموسيقي الدولي كانت تأتينا أصداء نجاحاته على المستوى الدولي وتأثيره القوي في المشهد الموسيقي العالمي، قبل أن نتعرف عليه عن قرب خلال الدورة الماضية من مهرجان موازين. إنه المغربي ندير الخياط، الملقب برضوان، ابن تطوان الذي يقف على عتبة الأربعين، وهو يفرض نفسه رقما صعبا على المشهد الموسيقي الدولي بفضل مواهبه المتنوعة كمغن وكاتب وملحن ومنتج. هذا الشاب الذي يتهافت عليه كبار النجوم انتهز أيام العطلة التي يقضيها في مسقط رأسه الذي يلوذ به بحثا عن متنفس من ضغط العمل المتواصل، ليفتح جسور التواصل مع الجمهور في مؤتمر صحافي نظمته مساء الخميس الماضي جمعية «مغرب الثقافات». أماط رضوان اللثام عن بعض مشاريعه على الأمدين القصير والمتوسط، وخصوصا قراره إنتاج ألبومات للفائزين في مسابقة «جيل موازين 2011». يتعلق الأمر بمجموعتي «روابا كروو» و « بابل» اللتين توجتا جهودهما بولوج استوديو التسجيل يوم 25 غشت تحت إشراف هذا النجم الكبير. وخلال هذا اللقاء مع الصحافة المحلية، قدم رضوان لمحة عن مساره المهني الذي بدأ في سن 18 عاما حين قرر الهجرة إلى السويد من أجل التفرغ للموسيقى. قبل ذلك، وهو في 12 من عمره، كان قد استسلم لشغف الاستماع طوال اليوم إلى قطع الموسيقى العربية والمغربية والغربية، في أحضان أسرة من تسعة أطفال. ديب بيربل و ليد زيبلين وبوب ديلان ورولينغ ستون وجيمي هندريكس وخوليو إغلسيساس وديميس روسوس، أعلام طبعت روح هذا الفنان الشاب الذي راود منذ الصغر كل أنواع الآلات الموسيقية وخصوصا الغيتار. مساره الذي لم يخل من مطبات قاده من السويد إلى نيويورك حيث كابد مصاعب العيش قليلا برفقة زوجته، قبل أن يحقق أمله في ولوج عالم التلحين والإنتاج، حينما طرقت خدماته يوما إحدى فنانات نيويورك، ستفاني غيرمانوتا التي ستحمل اللقب الذائع الصيت: ليدي غاغا. مع هذه الأخيرة، سيوقع روائع ناجحة مثل بوكير فايس و جاست دانس ولوف غايم...تلتها نجاحات ساحقة لهذه الفنانة الشعبية والمثيرة للجدل في نفس الآن، مثل باد رومانس وألخاندرو. هي إبداعات حملت بصمة ندير. بعد ذلك، انفتحت في وجهه أبواب المجد وتواترت المشاريع الفنية مع نجوم الموسيقى العالمية، وفي مقدمتهم مايكل جاكسون، باكستريت بويز، كات دي لونا، إنريكي إغلسياس، سبايس كووبوي، كريستينا أغيليرا، ميلين فارمر، شاكيرا، أوشر وليونيل ريتشي. رضوان الذي شارك في إنتاج النسخة الجديدة من الأغنية الشهيرة «وي آر ذو وورلد» التي عاد ريعها لضحايا زلزال هايتي إلى جانب كوينسي جونس وليونيل ريتشي، أصبح علما بارزا في عالم الموسيقى الذي تنهمر فيه الانتاجات الموسيقية وفق المنطق التجاري الذي لا ينفيه رضوان. موهبته وتجدده خولا له الفوز بجائزتي «غرامي» وثلاث جوائز «بريت» عام 2010 غير أن وسام الاستحقاق الفكري الذي تسلمه يوم 30 غشت من العام الماضي بطنجة من يد صاحب الجلالة الملك محمد السادس يشكل فخره الأكبر. فمن خلال هذا الوسام، يكون رضوان المسكون بالترويج لصورة المغرب في الخارج قد حاز تقدير مجموع الشعب المغربي. وتحدث في هذا السياق عن أغنية «أون ذو فلوور» لجنيفر لوبيز التي يحضر فيها إسم «موروكو»، ما يعد وصلة إشهارية للوجهة المغربية لدى ملايين عشاق الموسيقى الذين ينصتون للقطعة عبر أرجاء العالم. وقد فتح الفنان المغربي مؤخرا أستوديو للتسجيل بتطوان كما يعتزم فتح آخر بمراكش لتسجيل وإنتاج الأعمال الموسيقية. ويعتزم رضوان إنشاء مؤسسة لمساعدة الطلبة المغاربة في وضعية صعبة على مواصلة دراساتهم العليا في مجالات التجارة والأعمال والتدبير. وهو لا يتردد من جهة أخرى في التنديد بعدم احترام حقوق المؤلفين الذي يمس بالعملية الإبداعية، مشيرا إلى أن أغانيه، كتابة أو تلحينا، يستمع إليها 5ر3 مليار شخص عبر العالم. وكان ختامه موسيقى. فقد أتحف رضوان، الذي اشتق لقبه من إسم أحد أقربائه، الجمهور بأغنيته «آي فيل سو رايت» التي ستؤديها المجموعتان المغربيتان «روابا كروو» و « بابل».