إلى حد الساعة، لم يفرج الناخب الوطني إيريك غيريتس عن القائمة الأولية لتشكيلة المنتخب الوطني التي ستحزم أمتعتها تجاه بانغي لمواجهة مرتقبة ضد منتخب إفريقيا الوسطى برسم الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012. لكن التسريبات التي خرجت بها مجموعة من وسائل الإعلام بلائحة أولية تضم 32 لاعبا، وتسير إلى أن غيريتس لم يدخل علي القائمة النهائية إلا تعديلات طفيفة تفرضها بعض الإكراهات، كالإصابة التي تعرض لها عادل هرماش، وإيقاف مروان الشماخ لجمعه إنذارين. قد يكون استدعاء عناصر تحضر لأول مرة هو أبرز ما قد يفاجئ به مدرب الأسود الشارع المغربي بعد رحلته الأخيرة بأوروبا، رحلة مكنته من الاطلاع على واقع محترفينا بدوريات القارة العجوز، فلننتظر إذن يوم الجمعة للحسم في اللائحة النهائية المنتظرة.!؟ كالعادة.. فإن مركز حراسة المرمى مركز لا يخلق أي مشاكل سواء لغيريتس أو غيره. فالحراس الثلاث كلهم لاعبون محليون (نادر المياغري، محمد مهمدينا، عصام بادة)، ربما يعود ذلك إلى أننا لا نمتلك الكثير من الحراس المحترفين بأوروبا، والذين يعدون على رؤوس الأصابع كسينوح ومؤخرا فكروش. في الدفاع.. وبالضبط في الرواق الأيمن، سيجد غيريتس نفسه أمام مشكل اختيار اللاعب الأساسي، فلائحته تضم أربعة لاعبين هم: كريستيان بصير، رشيد السليماني، أيوب الخاليقي، وجمال العليوي. هؤلاء الأربعة يجيدون اللعب في مركز الظهير الأيمن والبعض قادر على التراجع إلى قلب الدفاع. هذا المركز محجوز لاثنين في الغالب هما: المهدي بنعطية وعبد الحميد الكوثري، بينما سيكون محمد أولحاج ومصطفى لمراني على أهبة الاستعداد لطارئ ما، مع تسجيل أن غيريتس قام بالمناداة على مدافع الوداد يوسف رابح مرة. مع العلم أن مركز الظهير الأيسر شاغر لبدر القادوري.. هذا الأخير لم يشارك في المباريات الأخيرة لدينامو كييف، وبات مطالبا بتغيير الأجواء، لكي يحافظ على طراوته البدنية وعلى مقعده في المنتخب الوطني. خط الوسط أثخن الخطوط من حيث عدد اللاعبين، فإلى جانب أسماء معهودة. نجد غيريتس قد جعل للاعب المحلي نصيبا هنا عندما قام باستدعاء ثلاثة لاعبين من الوداد ولعل أبرزهم سعيد فتاح إلى جانب أحمد أجدو ومحمد برابح، ليصبح الوداد أكثر الفرق المغربية تمثيلية في المنتخب الوطني بسبعة لاعبين.. بالطبع في القائمة الأولية. وهو ما يحيلنا حول جدوى استدعاء هؤلاء إن كان خروجهم من قائمة غيريتس أمرا مفروغا منه، إذن الأمر قد يكون مجرد محاباة من طرف الناخب الوطني لبعض الأندية الوطنية، خاصة الوداد. أما لاعب الدفاع الحسني الجديدي المهدي قرناص فيعتبر رابع المحليين في خط الوسط. والأكيد أن فرصهم في السفر إلى بانغي معدومة، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن خط الوسط لا يعاني البتة من أية مشاكل -حتى مع غياب عادل هرماش- فغيريتس يملك الحلول الممثلة في خرجة وبلهندة وقد استدعى كريم الأحمدي من فاينورد، بالإضافة إلى تواجد محمد الشيحاني ومبارك بوصوفة، فإن غيريتس استدعى كمال الشافني وكريم بلعربي لأول مرة، لكن ليس من المرجح أن يدرجا ضمن القائمة النهائية نظرا لتواجد أسماء جاهزة من الناحية البدنية ومنسجمة مع الفريق كخرجة، بلهندة، بوصوفة. قد تحدث مغامرة من طرف غيريتس في حالة ضم كريم بلعربي للائحة النهائية في مباراة مصيرية كهذه، وقد يسقط من اللائحة. خاصة وأنه أنه يملك حلا يتمثل في المهدي كارسيلا الذي تعافى من الإصابة وأصبح قادرا على اللعب، إلا أن المشكلة التي ستواجه منتخبنا، تتمثل في كون الخصم فريق إفريقي يعتمد على السرعة والقوة البدنية في أجواء حارة، وهو ما لم تتعود عليه معظم العناصر المحترفة بأوروبا كالسعيدي وكارسيلا وآخرين، والدليل ما شاهدناه خلال مباراة السنغال. وبغياب الشماخ.. فإن الصراع سيحتدم بين ثلاثة لاعبين هم يوسف العربي، منير الحمداوي، يوسف حجي. وللإشارة فالحمداوي يفتقد للتنافسية بسبب عنصرية ديبور على أن يكون المهاجم الرابع لاعبا من الوسط أو واحد من الأسماء المطروحة في قائمة غيريتس الأولية كعادل الشيحي أو ناصر برازيت الذي استدعي لأول مرة. ولا يبدو أن غيريتس يتجه للاعتماد على ياسين الصالحي ضمن خططه قبل مباراة بانغي ولو مهاجما احتياطيا، فالأولوية ستظل للمحترفين سواء القدامى أو الجدد. الملاحظة التي قد توجه إلى غيريتس؛ هي أن هذه المرحلة لا تفرض عليه أن يقوم بتجريب عناصر جديدة. والنتائج التي حققها المنتخب مؤخرا تدل على حدوث انسجام داخل الكتيبة المغربية وأنه قادر على تجاوز إفريقيا الوسطى في عقر دارها -وبكل سهولة- إذا ما توفرت العزيمة لدى لاعبينا. أما تشكيلة غيريتس سواء الأولية أو النهائية فهي داخلة في خانة البرتوكولات الكروية، لأن الشارع المغربي يمتلك في ذهنه فكرة عن التشكيلة التي ستخوض اللقاء أمام إفريقيا، والمهم لديها أن يحقق فريقها الفوز والتأهل إلى نهائيات «الكان».. لا غير!!؟