وأخيرا عثر المنتخب الوطني على لاعب لا يتجرأ فقط على التسديد من خارج منطقة جزاء الخصم، بل يتقن ذلك أيما إتقان، يطلق تسديدات كأنه «راجمة صواريخ» من أي مكان في أرضية الملعب صوب شباك مرمى الخصوم، هذا اللاعب هو عبد الحميد الصابيري المحترف بنادي سامبدوريا الإيطالي. الصابيري ذو 25 عاما قدم يوم الجمعة الماضي أوراق اعتماده كلاعب واعد ينتظره مستقبل مشرق مع كتيبة «أسود الأطلس»، بعدما سجل هدفا رائعا من تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء بعد دقيقتين فقط من دخوله كبديل لسليم أملاح خلال المباراة الودية أمام منتخب تشيلي. قبل مواجهة تشيلي، علق الصابيري على دعوته الأولى قائلا «أنا سعيدا جدا. وأتمنى أن ألعب مع المنتخب المغربي. لدينا منتخب قوي. سنبذل قصارى جهدنا للفوز حتى نكون جاهزين لكأس العالم. أشعر كأنني رفقة عائلتي. سنحاول الإبقاء على روح المجموعة لتقديم أداء جيد في المونديال». وكان الناخب الوطني السابق البوسني وحيد خاليلوزيتش قد سبق أن وجه دعوة أولية لعبد الحميد في مارس 2020، تحضيرا لمباراتين أمام منتخب إفريقيا الوسطى، لكن مروض الأسود قرر إسقاط اللاعب من حساباته في تلك الفترة. قبل قرابة 10 أيام، سجل الصابيري هدفا رائعا لسامبدوريا أمام سبيزيا لحساب الأسبوع السابع من الدوري الإيطالي، إذ تسلم الكرة من زميله توماس أوجيللو وهيأها لنفسه بقدمه اليسرى ليسددها عالية وساقطة في مرمى الخصم. وخلال مواجهة ودية لسامبدريا ضد نادي بشيكتاش التركي شهر يوليوز المنصرم، منح الصابيري التقدم لفريقه بهدف خرافي بعدما سدد الكرة من مقربة من خط وسط الملعب، صوب مرمى الخصم مستغلا تقدم حارس الفريق التركي. يتمتع الصابيري المولود بمدينة كلميمة بإقليم الراشيدية، ببنية جسدية قوية، إذ يبلغ طوله 186 سنتمترا ووزنه 80 كلغ، مع حرص دائم على التدريب خارج الحصص العادية مع ناديه، ما يساعده كثيرا على ربح الالتحامات البدنية مع لاعبي الخصوم، ويمنحه أفضلية كبيرة في التسديدة بدقة وقوة. ويتميز عبد الحميد الذي يحمل الجنسية الألمانية ودافع عن قميص منتخبها الأولمبي، أيضا بإجادة تنفيذ ضربات الخطإ المباشرة وضربات الجزاء، ما يجعله منافسا قويا للاعبين المتخصصين كحكيم زياش وسفيان بوفال وأشرف حكيمي. وبالعودة لمسيرته الاحترافية، وقع الصابيري عام 2016 عقدا مع نادي إف سي نورمبرغ المنتمي للدرجة الثانية في ألمانيا، وفي 29 يناير 2017، شارك لأول مرة في لقاء رسمي ضد دينامو درسدن، وبعدها بأيام قليلة سجل أول ثنائية له أمام هايدنهايم 1846، وللمصادفة فقد سجلهما بالرأس. وبعدما أنهى الصابيري موسمه الأول بتسجيله 5 أهداف في 9 مباريات، وقع عقد لثلاثة مواسم مع نادي هدرسفيلد تاون الإنجليزي مقابل 1,5 مليون يورو، في تجربة شكلت فرصة لاكتساب الخبرة باللعب في أفضل دوري في العالم (الدوري الممتاز)، وانتهت بإصابة أبعدته لأشهر طويلة. في 27 غشت 2019، انتقل الصابيري إلى نادي بادربورن 07 في صفقة مجانية، وذلك بعد أسابيع من التدرب الفردي مع مدرب خاص، وفي هذه الفترة لعب 25 مباراة وسجل 4 أهداف، وانتهت مغامرته بسقوط ناديه على الدرجة الثانية. وفي شتنبر 2020، اختار عبد الحميد شد الرحال إلى الجارة إيطاليا، إذ انضم إلى نادي أسكولي المنتمي للدرجة الثانية، ومعه تطور أداء اللاعب أكثر وأصبح أيضا أكثر نضجا، بتسجيله 11 هدفا في 43 مباراة على مدار موسمين. وتزكية للطفرة الهائلة في مستواه، حط الصابيري الرحال بسامبدوريا بعقد يمتد لموسمين في فترة الانتقالات الشتوية (29 يناير 2022)، ليسجل ظهوره الأول ب «سيري أ» في 13 فبراير أمام العملاق ميلان كبديل لأنطونيو كاندريفا. وأنهى عبد الحميد نصف الموسم في المركز الخامس عشر في الترتيب العام للدوري الإيطالي، حيث خاض 10 مباريات سجل خلالها 3 أهدف ومنح تمريرتين حاسمتين، في حين تبدو مسيرته خلال الموسم الجاري واعدة بالكثير. من المؤكد أن قدرات الصابيري ستشكل نقطة قوة إضافية للفريق الوطني الذي افتقد طيلة سنوات للاعب يجيد التسديد من بعيد، كحل من الحلول الناجعة لهز شباك منتخبات، خاصة تلك التي تلجأ إلى التكتل الدفاعي.