اجتمع رؤساء 17 هيئة لتقنين الاتصال بإفريقيا، أول أمس الأربعاء، بمراكش، لمناقشة تطور ومستقبل الاتصال السمعي البصري على صعيد القارة الإفريقية. وسيقوم المشاركون في إطار الدورة العاشرة لمؤتمر الشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصال، المنظمة حول موضوع "الاتصال السمعي البصري الإفريقي في تحول: مسارات التطور والرهانات المستجدة"، على مدى ثلاثة أيام، بمباشرة تفكير في التغيرات العميقة التي عرفتها المنظومة الشمولية للتواصل، والتي أدت إلى تغيير جذري في واقع وسائل الإعلام. وستمنح الندوة الموضوعاتية مناسبة سانحة للمشاركين لتقاطع الرؤى وإغناء التفكير المشترك حول الرهانات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والمهنية المرتبطة بتطور الاتصال السمعي البصري الإفريقي، في سياق تحولات عديدة وعميقة للمنظومة الشمولية للإعلام والتواصل. كما تسلط أشغال هذه الندوة الضوء على الواقع والسياق الإفريقيين، في ما يخص تطور تطلعات جمهور وسائل الإعلام وانتظارات مهنيي الإعلام بالقارة، مع الانفتاح على التجارب والرؤى الدولية اعتبارا للطبيعة الشمولية للتواصل. وأعرب رئيس الشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصال، جوزيف شيبونكينغ كالابوبسو، في كلمة بالمناسبة، عن ارتياحه لكون هذه الشبكة استطاعت المقاومة بفضل صمود أعضائها، وقدرتها على الانبعاث من جديد خلال فترة كوفيد 19 الصعبة، مبرزا أن الشبكة عازمة على تحقيق أهدافها والقيام بمهامها، بالرغم من العديد من التحديات. وعبر كالابوبسو، الذي يشغل أيضا منصب رئيس المجلس الوطني للاتصال بالكاميرون، عن تقديره الكبير لجلالة الملك محمد السادس، الذي يدافع بقوة عن إفريقيا أكثر تضامنا، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر العاشر يسعى إلى أن يشكل انطلاقة ويمنح دينامية جديدة لأنشطة الشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصال، بعد التوقف الذي فرضته جائحة كوفيد 19. من جهتها، جددت رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، لطيفة أخرباش، ونائبة رئيس شبكة الهيئات الإفريقية لتقنين الاتصال، التأكيد على الانخراط الثابت للهيأة العليا للاتصال السمعي البصري في عمل هذه الشبكة الإفريقية، مستلهمة في ذلك "من الرؤية المستنيرة والعمل المتبصر لجلالة الملك محمد السادس لصالح إفريقيا قوية وتضامنية"، داعية إلى تعزيز العمل الجماعي للشبكة، وتلاقح أفكار الأعضاء بشكل متواتر، والعمل معا بشكل أمثل لصالح المواطنين الأفارقة مستخدمي وسائل الإعلام. وأضافت أخرباش أنه "من الضروري أن يعتبر تأهيل وتطوير القطاع السمعي البصري أولوية من أولويات السياسة العمومية، وهذا يعني أساسا أنه يجب وضع رؤى استراتيجية حقيقية، تؤمن تطور النموذج الاقتصادي للإذاعة والتلفزيون، وإدماج الشروط الجديدة لإنتاج المحتويات وبناء الرابط مع فئات الجمهور المختلفة". وأبرز رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري في البنين، والكاتب التنفيذي للشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصال، ريمي بروسبر موريتي، من جانبه، الجهود التي يبذلها أعضاء الشبكة للحفاظ على أنشطتها خلال فترة وباء كوفيد 19، ملاحظا أن هيئات تقنين الاتصال الإفريقية بذلت جهودا كبيرة لمواكبة وسائل الإعلام في مختلف البلدان الإفريقية في معالجة المعلومة المتعلقة بكوفيد 19. واعتبر أن هذا "اللقاء يمنح الفرصة لتقاسم الخبرات، وإثراء المعارف حول هذا الموضوع قصد فتح مسار جديد لهذه الشبكة، لاسيما في هذه الفترة من انتشار وسائل الإعلام على الإنترنت والمعلومات المضللة، ولكن أيضا لمناقشة المشاكل التي تعيق إشعاع هذه الشبكة على الصعيد القاري ". وتميزت الجلسة الافتتاحية، بمداخلة حول موضوع "التحول الرقمي لوسائل الإعلام السمعية البصرية: انتقال في حاجة إلى حكامة"، ألقاها باتريك بينينكس، وهو خبير لدى مجلس أوروبا. وتجدر الإشارة إلى أن اليوم الثالث والأخير من أشغال هذا المؤتمر سيخصص لعرض واعتماد التقرير الخاص بتنفيذ خطة عمل الشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصال، وعرض واعتماد التقرير الأدبي والمالي، ولتعيين نائب الرئيس المقبل (2024-2026) ومناقشة الخطوط العريضة لخارطة الطريق برسم الفترة (2022-2024). وستتمحور الجلسات الثلاث للندوة الموضوعاتية حول قضايا هامة بالنسبة للقطاع السمعي البصري، من قبيل البحث عن نموذج اقتصادي جديد، والتحولات الحاصلة في الممارسات المهنية، وكذا الاستراتيجيات الرقمية التي يتعين وضعها لتأمين تطور هذا القطاع في سياق التحولات العميقة التي جاءت بها التكنولوجيات الرقمية. وتشكل الشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصال، والتي تتولى الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري حاليا نيابة رئاستها، إطارا مرجعيا للتعاون متعدد الأطراف بين هيئات تقنين الإعلام بالقارة الإفريقية. كما تساهم في توطيد السلطة المهنية والتقنية والمؤسسية لهيئاتها الأعضاء ال36. ومن أهم أهدافها تقوية إسهام هيئات تقنين الإعلام في ترسيخ مشهد سمعي بصري إفريقي تعددي، معزز لتنوع المجتمعات الإفريقية وملتزم بمبادئ الحقوق الإنسية وحامل للقيم الديمقراطية والإنسانية.