واصل المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء خلال أيامه التي امتدت إلى يوم الخميس 28 يوليوز؛ مقترحاته الفنية والإبداعية والتواصلية احتفاء بالمسرح كونه عاصمة اللقاء والحفل والاحتفاء الإنساني المباشر وتلاقح الثقافات وملتقى القيم والفنون، وبهذا تكون كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء، جامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء، قد نجحت في مهمتها ومقترحها وطرحها الإبداعي والفني والثقافي والمتمثل في المسرح الجامعي أساسا. تختزل لنا يوميات المهرجان، مهرجانات مصغرة يومية، وكأن كل يوم هو مهرجان في حد ذاته، من خلال البرمجة وهنا نقف عند فعاليات يوم الثلاثاء 26 يوليوز، الذي عرف تقديم ثلاث عروض مسرحية في فضاءات مسرحية موزعة على جغرافية الدارالبيضاء. مسرحية "الرحلة" العرض الأول مسرحية "الرحلة"، لدميا للإنتاج من تونس، قدم العرض المسرحي بفضاء عبد الله العروي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، المسرحية رهان يخاطب الجسد وحريته وانطلاقته، تتمحور التيمة حول جسد إمرأة أصيب بوباء جعله متقوقعا على ذاته لكن للذات خطاب جسد وروح من تم قدمت المسرحية خطابها الذي انتصر للروح وكان الانعتاق الذي يحرر الجسد ويجعله منسجما مع ذاته، في هذا الإطار صرحت مخرجة العمل، أن المسرحية عن إمرأة أصيبت بسرطان الثدي فانقطعت على العالم وفي صراعها الداخلي الذي عبر عنه بأداء مسرحي داخل ستار يأتي خطاب الروح لتتحرر، وفعلا كان التحرر الذي وصل أثره إلى شخصية المسرحية التي خرجت من قناعها وانتصرت على الكراكيز التي هاجستها، كما وصل أثر التحرر إلى المتلقي الذي استقبل الأداء داخل ستار يتشكل أمامه فيظهر الوجه والجسد ويختفيان إلى أن كان الظهور الكامل وكأنه التطهير. مسرحية "تخريف ثنائي" العرض المسرحي الثاني، مسرحية "تخريف ثنائي"، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، مراكش المغرب، قدم العرض المسرحي بالمركب الثقافي مولاي رشيد، المسرحية خاطبت بثنائية أداء مسرحي هواجس ثنائية تخاطب العالم بعبث، من تم عبثت بالعنف والحرب وبالجدل والأوهام، ويشار صراع ثنائي المسرحية الزوجين يتمركز فقط حول خلافاتهما اليومية الروتينية العقيمة، ولا يهمهما العالم، وهو إيحاء لأكثر من تأويل ترمز لها دلالات ركحية متعددة. مسرحية "كوميديا ديابولوي العرض المسرحي الثالث، مسرحية "كوميديا ديابولويك"، لأكاديمية المدينة للفنون الدرامية، نيكو بيبي، إيطاليا، قدم العرض المسرحي بالمركب الثقافي سيدي بليوط، وهو عرض ينتمي للمسرح الإيطالي الكلاسيكي على مستوى النص والملابس غير أن الطرح كان حداثيا في سينوغرافيته، تم إيحاء وإحياء الشخصيات النموذجية من سحر وإبداع كوميدا ديلارتي، التي يتميز بها المسرح الكلاسيكي الإيطالي والذي أرسل فرجاته عبر العالم كما كل الثقافات التي ترسل ثقافتها المحلية مثل التروبادور والحلقة إلى غير ذلك، قصة المسرحية مستمدة من رواية الجحيم لدانتي.. هذا وفي تصريح للأستاذ عبد القادر كنكاي، رئيس المهرجان، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، أن هذه العروض المسرحية تضعنا أمام تعدد الإبداعات والمدارس المسرحية، والملاحظ أساسا أنها كلها تنطلق وتتمحور حول الجسد الذي أصبح لغة وخطابا ورسالة. ولأن اليومي المهرجاني كما أشرنا عبارة عن مهرجانات مصغرة ففي كل ليلة تتم مناقشة العروض المسرحية، بين أهل العرض والمهرجانيين، وهي فرصة أخرى يستقبلنا فيها أهل العرض في مختبرهم الذي أعدوا فيه مقترحهم الإبداعي وهو تكوين مواز يساهم بالفعل في البعد المركزي للمهرجان وهو تلاقح الثقافات ولقاء شبيبة العالم، كما أن يوم المهرجان كان يفتتح صباحا بالمحترفات الفنية، التي تتشكل لتكون لوحة فنية هي منتوج المحترفات يقدم كثمرة خلال حفل الاختتام.