هدوء مشوب بالحذر يلف أسفي وتعزيزات أمنية مكثفة بضواحيها خالد الناصري: الأحداث التي عرفتها مدينة أسفي خارجة عن نطاق التعبير الديمقراطي ولا علاقة لها بالحراك الاجتماعي قال خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن الأحداث التي شهدتها مدينة أسفي الاثنين الماضي «هي انحرافات على مستوى عال من الخطورة وخارجة جملة وتفصيلا عن نطاق التعبير الديمقراطي، ولا علاقة لها بالربيع العربي، أو الحراك الشعبي». واعتبر الناصري في ندوة صحفية عقدها عقب اجتماع مجلس الحكومة أو أمس الأربعاء، أن ما وقع من أحداث تخريبية في مدينة أسفي، لا علاقة له بالحراك الاجتماعي الديمقراطي، مشيرا إلى أن إضرام النار في مقر الشرطة وفي أحد مقرات السلطات المحلية والمس بمصالح المواطنين، لا علاقة له بالتعبير الديمقراطي، ولا بالحراك الاجتماعي. وقال الوزير إن «هناك جهات تحاول الركوب سواء عن وعي أو غير وعي على المطالب التي يتسع المجال الديمقراطي لمختلف تعابيرها» من أجل «أهداف لا علاقة لها لا بالديمقراطية ولا بالإصلاح ولا بمصالح المواطنين». وأكد خالد الناصري على ضرورة التقيد بضوابط دولة الحق والقانون التي تحدد مجال الحريات والواجبات، مشيرا إلى أن الحكومة في «حاجة لأن تكون مسندة من طرف الرأي العام من أجل تطبيق القانون خدمة للمواطن» وأضاف في هذا الصدد أن «هناك كثيرا من الأقلام توجه اللوم إلى الحكومة وتقول إن السلطات العمومية أمسكت عن تحمل مسؤوليتها مطالبة هاته الأخيرة بمزيد من الصرامة من أجل تنزيل هيبة الدولة»، واعتبر الوزير أن مثل هذا الكلام قد يكون له نصيب من الصحة لو ارتبط بمنطق متكامل. وعلى صعيد ميداني، بات الهدوء يلف مدينة أسفي مع تسجيل أحداث سرعان ما خبت جدوتها أو تم تطويقها من طرف السلطات الأمنية التي تتموقع في أكثر من زاوية من زوايا المدينة. فقد رابض مئات من أبناء وسكان الأحياء المجاورة لمعامل الفوسفاط، ليلة الثلاثاء الماضي وفجر أمس الأربعاء، غير بعيد عن معمل «ماروك شيمي»، في وقفات متقطعة، تخللتها محاولات لاقتحام بعض المستودعات العتيقة المستعملة لتخزين النفايات قبل التخلص منها. وإلى حدود زوال أمس، لم يتم تسجيل أية أحداث بمعامل الفوسفاط التي وصلت إليها، منذ مساء أول أمس الثلاثاء، تعزيزات أمنية إضافية، انتشرت على طول خط السكة الحديدية الرابط بين المركب الكيماوي للمدينة ومحطة القطار والميناء. إلا أن هذا الأخير لم يسلم من بطش الشباب المحتجين، ففي حدود الساعة الرابعة من بعد زوال أول أمس، فوجئ القليل من العاملين بميناء المدينة بمئات المتظاهرين يحتلون ساحة الميناء يتقدمهم أطفال دون السادسة عشرة من العمر يحملون أعلاما وطنية وشعارات مستفزة لأرباب مراكب الصيد التي رشقوا بعضها بالحجارة. بيد أن المتظاهرين سرعان ما أخلوا الميناء الذي كان شبه فارغ، على عادته في الأيام الثلاثة الأولى من كل شهر رمضان، حيث يفضل البحارة الخلود للراحة. ووفق مصادرنا بعين المكان، سجلت، مساء أمس، محاولات لتنظيم مسيرات في بعض الأحياء المجاورة لحي «كاوكي»، الذي تتواجد فيه الدائرة الأمنية التي أضرم المحتجون النار فيها. بيد أن هذه المسيرات تفككت بعد خطواتها الأولى دون أدنى تدخل أمني، مما يرجح فرضية صدور تعليمات من جهات معينة تحرك غليان مدينة السردين. كما شهد مساء يوم أمس، عند بوابة سوق مرجان، محاولة انتحار بعد أن حاول شاب إحراق نفسه باستعمال سائل قابل للاشتعال صبه على كافة أنحاء جسمه. وقد كان للتواجد المكثف للمواطنين الذين تمتلئ بهم جنبات السوق الممتاز بعد مغرب كل يوم، دورا كبيرا في إفشال محاولة الانتحار وفي إنقاذ الشاب الذي لم تتبين علاقته بالشباب المحتج المنضوي تحت لواء تنسيقية «أبناء وسكان ضواحي معامل الفوسفاط». وقد كان ساعة محاولة الانتحار يحمل معه كيسا بلاستيكيا يضم شهادة إجازة جامعية حصل عليها سنة 2003 وديبلوم تقني في مجال المعلوميات حصل عليه سنة 2008 . ووفق مصادرنا، ترابض بالمداخل الجنوبية والجنوبية الشرقية لمدينة أسفي تعزيزات أمنية مكثفة تم استقدامها من مدينتي الصويرة ومراكش. فيما تم الاكتفاء بدوريات تجوب على مدار ساعات اليوم الأحياء الشعبية الحساسة المتواجدة جنوبالمدينة. وهي الأحياء ذاتها التي عاشت الاثنين الماضي على إيقاع مواجهات عنيفة بين القوات العمومية وعشرات من الشباب المحتجين منضوين تحت لواء تنسيقية «أبناء وسكان ضواحي معامل الفوسفاط» أسفرت عن إصابات متعددة ومتفاوتة الخطورة في كلا الطرفين، واعتقالات في صفوف المحتجين الذين عمدوا إلى إضرام النار في مقاطعة حضرية ودائرة أمنية بالمدينة.