عبد الرزاق السبتي يفجر المسكوت عنه ويعود للتسيير بشروط... في ظروف غير عادية، انعقد ببلدية أكدال، مساء الجمعة الجمع العام الاستثنائي للوداد الرياضي الفاسي، الذي استمر زهاء أربع ساعات. وهي المدة الزمنية التي اشتغلت فيها كل مكونات الفريق الفاسي لإقناع الرئيس المستقيل عبد الرزاق السبتي للعودة لقيادة الفريق. والنقاش الذي دار في كواليس الجمع العام الاستثنائي، قبيل انعقاده بخصوص استمرار الأخير على رأس الفريق أم عدم استمراره، كان بديهياً بحكم الترقب الذي ساد داخل الأوساط الرياضية بفاس أسابيع قبل الإعلان عن انعقاد الجمع العام الاستثنائي، وذلك في أعقاب تقديم رئيس الفريق استقالته مباشرة بعد المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي في الجمع العام السنوي العادي. أشغال هذا الجمع العام الاستثنائي انطلقت بعد اكتمال النصاب القانوني بحضور 22 منخرطاً من أصل 31 منخرطاً. في البداية قدم الرئيس استقالته رفقة المكتب المسيّر، وأدار الجمع الأكبر سناً كما هو متعارف عليه في الجموع العامة. وعلى هذا المستوى، وبعد ترحيبه بجميع المنخرطين، أكد رئيس الفريق السبتي أنه قرر الاستقالة بصفة نهائية، وليقف الجميع أمام مسؤولياتهم، التي تفرض أولاً العمل من أجل ضمان توازن الفريق، وثانياً لاختيار رئيس جديد، لأنه لم يعد قادراً على تحمل المسؤولية في ظروف تنعدم فيها أبسط شروط التعاون والانسجام والتضامن بين أعضاء المكتب المسيّر، حيث بقي لوحده في ظروف صحية حرجة، يقود قاطرة التسيير بينما المكتب المسير يتفرج، دون تقديم أية مساعدة مالية أو إدارية. لقد نشر السبتي غسيل الوداد الفاسي، وتكلم بحرقة وألم، وكان صادقاً مع نفسه، وأكد أنه وجد نفسه وحيداً يصارع على كل الجبهات، فإدارة الضرائب ديونها لا تنتهي، إذ تنتظر تسديد 100 مليون سنتيم، ولازالت المفاوضات جارية للتغلب على هذه الضرائب المفاجئة والغريبة، كما أن الموسم الاحترافي الجديد على الأبواب، وكمقدمة لبدايته لابد من دفع على الأقل 160 مليون سنتيم، وتساءل بمرارة، أين اختفى رؤساء الواف السابقين، فلا من مجيب، ولا من يقدم العون أو المدد أو حتى الحضور، فأسرة الوداد الفاسي وبخاصة المسيرين، متفوقون في بيع الكلام، وغير جادين لمساعدة الفريق، وفي هذا الصدد أوضح السبتي أنه في الموسم الماضي، أشبعه مجموعة من المسيرين وشخصيات ودادية بالوعود، لكن سرعان ما تبخرت وعودهم مع بداية الموسم الرياضي، فاختفوا وكل راح لحال سبيله. لقد عرّى السبتي واقع التسيير المغربي في زمن الاحتراف، فالكل يختبأ عند المطالبة بالمشاركة المادية الفعلية. كم كان المشهد عصياً على الفهم، منخرطون يتفرجون لا يملكون غير التسليم بأن السبتي أو لا أحد للوداد الفاسي، ببساطة لا يقدر أحد على المغامرة والمجازفة ببورصته الشخصية المالية. أكدت جميع التدخلات وبشفافية مطلقة أن الوحيد والأوحد القادر على إنقاذ الواف من الشتات، هو ''السبتي''. قالها صراحة رئيس الوداد الفاسي، كفى من استغلالي، كفى من الأنانية، لن أدخل المصيدة من جديد... ابحثوا عن رئيس جديد وأنا معكم. وتعتبر هذه اللحظة، من أقوى لحظات هذا الجمع العام الاستثنائي، صمت غريب خيّم على القاعة، واعترف الجميع بما قدّمه السبتي للواف على حساب صحته وأسرته. بعد عدة توقفات ونقاشات ومفاوضات مع الرئيس المستقيل، طالبه المنخرطون بالعدول عن استقالته، إلى أنه ظل مصراً على الاستقالة لآخر لحظة. وبعد عدة مشاورات مع المنخرطين، رضخ في الأخير إلى هذه الضغوطات بعد اقتناعه التام بضرورة إنقاذ فريق الوداد الفاسي، لكنه اشترط أن تتضافر جهود جميع مكونات ومحيط الفريق الفاسي، لا أن تكتفي كما في الموسم السابق بالتفرج، وأوضح أنه في حالة عدم التعاون كل في مجاله وتخصصه، فسوف يستقيل من الوداد الفاسي بشكل نهائي. وقد خوله الجمع العام الاستثنائي، تكوين المكتب المسير الذي سيعمل معه من أجل تدبير شؤون النادي الذي سيدخل غمار البطولة الاحترافية. الغريب في هذا الجمع الاستثنائي، هو ما صدر من ممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ''بلكبير'' حيث كان جد متلهف لمغادرة القاعة، وكان يحث المجتمعين على الاستعجال، لأنه ملتزم بمواعيد عائلية، ولم يراع الظروف الحرجة والاستثنائية التي يمر منها فريق الوداد الفاسي الذي كاد أن تعصف به عواصف اللجان المؤقتة... فممثل الجامعة الذي حضر الجمع مصحوباً بأبناءه، لم يهدأ له بال، وكان قلقاً على تأخره، وأفتى بدون علم، حيث رأى أنه مادام الرئيس متشبث بقرار استقالته، فلا داعي لبقاءه، وعلى الفريق تكوين لجنة تسير أموره إلى حين انتخاب رئيس جديد. شطحات ممثل الجامعة التي تطل على الاحتراف، لقيت ردوداً غاضبة من قبل المنخرطين، الذين عبروا عن سخطهم لطريقة تفكير السيد بلكبير الذي كان منشغلاً بأبناءه الحاضرين في الجمع العام الاستثنائي.