سيتم بدء تشغيل الطريق السيار فاس - وجدة، الذي يعتبر محورا مهما في شبكة الطرق السيارة الوطنية، ابتداء من يومه الاثنين. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أعطى في يناير 2007 انطلاقة أشغال إنجاز هذا الطريق السيار، الذي يمتد على طول 320 كلم. وسيكون لهذه الطريق، التي ستشكل همزة وصل بين شرق وغرب المملكة، تأثير إيجابي في مجال سلامة المسافرين وتقليص المدة الزمنية للتنقل بين مدينتي فاسووجدة، وكذا على النشاط الاقتصادي والسياحي بالجهة الشرقية وجهة فاس - بولمان، كما سيشجع هذا المحور الجديد الحركة الاقتصادية والسياحية للجهة الشرقية وجهة فاس بولمان. كما أن هذه المنشأة مؤهلة للاندماج في الطريق السيار المغاربي المستقبلي الذي سيربط نواكشوط (موريتانيا) بطبرق (ليبيا) مرورا بكبريات مدن دول المغرب الكبير، وهو ما سيمكن المملكة من الاضطلاع بدور بارز في المنطقة باعتبارها قطبا للمبادلات وللعبور بين مختلف بلدان الاتحاد المغربي وجنوب أوربا وشمال إفريقيا. كما أن دراسة الجدوى المرتبطة بالمشروع أخذت بعين الاعتبار متطلبات إعداد التراب الوطني وطبيعة الأرض، وذلك بمراعاة تامة للمعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال وفي انسجام مع المعوقات التي يفرضها الوسط الطبيعي للممر. وتم رصد الغلاف المالي الموجه لإنجاز هذا المشروع الكبير من خلال مساهمات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والصندوق العربي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والبنك الأوروبي للاستثمار، والبنك الإسلامي للتنمية، وصندوق أبو ظبي، وصندوق «أوبيك». وستمتد الشبكة الوطنية للطرق السيارة على مسافة 1800 كلم في أفق سنة 2015 والتي ستربط كل المدن التي بها ساكنة تزيد عن 400 ألف نسمة. وقد تمكن المغرب خلال عقدين من الزمن من قطع مراحل مهمة في تطوير شبكة الطرق السيارة الحديثة مما أهله لأن يحتل مكانة متميزة في هذا المجال على المستوى الإقليمي.