وضع سوق الطاقة الريحية المزدهر في المغرب، المملكة على قائمة البلدان التي لديها القدرة على الظهور بسرعة كقادة عالميين في صناعة طاقة الرياح. ويتربع المغرب على قائمة رواد سوق الرياح المحتملين في إفريقيا، وفقا لتقرير المجلس العالمي لطاقة الرياح (GWEC)، الأسبوع الماضي، متبوعا بجنوب إفريقيا وتونس ومصر ثم كينيا. وصنفت المؤسسة الرائدة في تتبع الطاقة الريحية، في تقريرها، المغرب من بين 30 دولة رائدة في مجال طاقة الرياح العالمية، حيث احتل الرتبة 12 على مستوى العالم والأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفريقيا. ويأخذ ترتيب المجلس في الاعتبار الإمكانات التقنية للبلدان، ومستويات تكلفة الطاقة الشمسية، وسياسة الطاقة المتجددة، والأهداف، والتزام الهيدروجين من بين معايير أخرى. وفيما يتعلق بالموارد الطبيعية المغربية في مجال طاقة الرياح، فإن الساحل الجنوبي الأطلسي للبلاد لديه إمكانات كبيرة لاستضافة مزارع الرياح، بمتوسط سرعة رياح تزيد عن 10 أمتار في الثانية (م / ث)، وفق تقرير GWEC. وأشار التقرير ذاته، إلى أن المغرب أطلق خطته البيئية الأولى في عام 2009، بهدف الحصول على 42٪ من احتياجات البلاد من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2020، مبرزا أنه تم تحقيق هدف 2020، وحددت الحكومة هدفا جديدا للطاقة المتجددة بنسبة 52٪ بحلول عام 2030. وجاء في التقرير نفسه، أنه في حين أن المغرب لم يضع بعد أهدافا لمزارع الرياح، إلا أن البلاد لديها هدف شامل للرياح محدد لزيادة مدخلات طاقة الرياح الوطنية إلى 1000 ميغاواط بحلول عام 2024. وفي الصدد ذاته، أشار التقرير إلى أن العديد من البلدان في أفريقيا وضعت لوائح تنظيمية من شأنها تعزيز النمو في مشروعات طاقة الرياح، وأنشأت صناعات رياح كبيرة في العقد الماضي. وتمثّل هذه السعات المركبة (بإجمالي 6 آلاف و468 ميغاواط في عام 2020) جزءا ضئيلا من القدرات والإمكانات المتاحة، إذ تقدر مؤسسة التمويل الدولية أن إمكانات طاقة الرياح في أفريقيا كافية لتلبية الطلب على الكهرباء في القارة بأكملها 250 مرة. وأظهرت أكبر مزرعة رياح في أفريقيا في بحيرة توركانا في كينيا مؤشر سعة يبلغ نحو 50%، مع توفر قيم مماثلة في جنوب المغرب ومصر. وجاء في التقرير، أن هناك بوادر واعدة بشأن خلق فرص العمل وتطوير المشروعات وتوطين سلاسل إمداد طاقة الرياح في أفريقيا، مردفا: "فقد شهدت جنوب أفريقيا إنشاء مصانع أبراج الرياح، كما أطلق المغرب منشأة تصنيع الشفرات في مدينة طنجة". هذا وأصدر مجلس طاقة الرياح العالمي (جي دبليو إي سي)، في 17 مارس الجاري، تقريرا حديثا بعنوان "اغتنام طاقة الرياح في الاقتصادات النامية لفرص التعافي الأخضر"، الذي أشار إلى أن طاقة الرياح تمثّل حجر الأساس للنمو الاقتصادي المستدام في المستقبل. وأكد التقرير وجود مجموعة من الأدلة التي تؤكد أن طاقة الرياح يمكن أن تساعد الحكومات على تسريع التعافي الاقتصادي الأخضر، وفقا لموقع مجلس طاقة الرياح العالمي. وبيّن التقرير أن فوائد طاقة الرياح واسعة النطاق، وتمتد إلى أبعد من توليد الكهرباء النظيفة، إذ تشمل تحقيق وفورات في تكاليف الصحة العامة التي ستُنفَق في معالجة آثار توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري، وإيجاد فرص عمل مستدامة.