يحاول جميع البشر الارتقاء والافتخار بذواتهم والظهور بمميزاتهم، خصالهم وأخلاقهم الحميدة والمحمودة، وينسون أنفسهم أنهم مجرد لحوم وأنسجة وبالونة أحلام وأفكار تنتظر التفجير، تفجير بالوناتهم المملوءة بأحلام وأوهام فارغة . الإنسان المعربد خارج سياق الذات وخارج البيت، محاولا رمي نفاياته على الآخر، لوما أو عتابا، أو انفعالا، داخل موقعه الخاص، يخرج نفاياته الداخلية كما يخرج النفاية من داخل البيت، وهو يعترف ضمنيا أنه حامل نفايات. نفايات يلقيها شفويا في وجه سائق آخر؛ في الطريق؛ يلقيها؛ على طفل يلعب في القرب من بيته، يلقيها على صديق لطالما ينتظر حتى لقاءه بحب صادق وعاطفة شاردة، نفايات تخرج غضبا، شفويا وسلوكيا، غايتها إخراج الفضلات الإنسية كي لا تبقى حبيسة قفص صدره. فيستضعف الضعيف، ويشعر بنشوة النفايات التي تسكنه ويتخلص منها في أول وجه؛ أول إنسان في الطريق ..كي يستشعر بنقاوته . الإنسان بأكمله مهما كانت ثروته وقوته وسلطته، ضعيف أمام من كانوا أمامه؛ يبدو مثل كأس بلار نظيف، فساعة الموت ..يقولون عجلوا بدفنه، وادفنوه على عجل .. دون ترقب أو أ جل كي لا تفوح زبالته، رائحته، نفاياته، وتخبو معه حياته وشعاراته، كما تخبو رجولة وزير انطفأت رجولته أمام سائق مبتدئ يستفحل حظا زوجته. الإنسان عرمة؛ أو حزمة نفايات، والدليل غضبه، استئساده، وكبرياءه، تنمره. لأنه مجرد بالونة نفايات مهما كبر وانتفخ ..يبحث عن انسان اصغر منه ذكرا او انثى، يلعن ..يسب ، يهين ويرمي فيه أو فيها كل النفايات . فقط لأنه مريض .. والمرضى كثر في زمن التنقيص أيها السادة ويا حضرة السيدات.